✍️بقلم د.مروة الليثي#دليلك الطمأنينة

في زمنٍ صارت فيه الكلمة تُقال قبل أن تُفكَّر، صار واجبًا أن نتوقف قليلًا لنتأمل: ما الذي تفعله الكلمة بالإنسان؟ وكيف يمكن لحروف بسيطة أن ترفع روحًا أو تهدمها؟
الكلمة ليست مجرد صوتٍ عابر أو جملة تُقال في لحظة غضب أو سخرية. إنها طاقة تُزرع في النفس، إمّا تنبت ثقة وحياة، أو تنبت خوفًا ووجعًا لا يُمحى. كم من إنسانٍ عاش عمره يبحث عن تقدير ضاع منه بسبب كلمة كسرت قلبه، وكم من آخر واصل طريقه لأن شخصًا قال له في الوقت المناسب: “أنا مؤمن بيك”.
في المدارس، في البيوت، في أماكن العمل، ننسى أن الكلمة يمكن أن تكون علاجًا، كما يمكن أن تكون جرحًا. الطفل الذي يُقال له “أنت فاشل” لن ينسى، حتى لو كبر ونجح. ستظل الكلمة تسكنه كظلٍّ ثقيل يذكّره دائمًا بأنه كان في يومٍ من الأيام محل تقليل. وعلى النقيض، كلمة تشجيع صادقة قد تغيّر مصير إنسان وتفتح له أبوابًا لم يكن يراها.
الكلمة الطيبة ليست مجرد أدبٍ في الحديث، بل هي مسؤولية إنسانية. فحين نختار أن نقول خيرًا، نشارك في بناء أرواحٍ أقوى ومجتمعٍ أهدأ وأكثر وعيًا. الكلمة هي بذرة تُلقى كل يوم في نفوس من حولنا، فلنزرع بها أملاً لا ألمًا.
إننا اليوم بحاجة إلى وعيٍ جديد بأثر ما نقول، لأن الكلمة لا تذهب هباءً. فهي تُسجَّل في ذاكرة من يسمعها، وقد تحدد شكل حياته ومقدار ثقته بنفسه.
فليكن لساننا مصدر دفء لا مصدر أذى، ولنتذكر دائمًا أن هناك قلوبًا تُبنى بالكلمة، وأخرى تُهدم بها.
رسالة إلى كل قارئ:
احسب للكلمة حسابها قبل أن تنطقها، فربّ كلمة صغيرة تغيّر حياة إنسان بأكملها، وربّ صمتٍ في لحظة غضب ينقذ روحًا من الانكسار. فلنكن نحن من يبني لا من يهدم، ومن يترك أثرًا طيبًا يبقى ما بقيت الحياة.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني