قديما وفى زمن الفن الجميل ومع بداية ظهور السينما والتليفزيون فى الخمسينات والستينات من القرن التاسع عشر وفى أحد افلام الخيال العلمى والاجتماعى للفنان المبدع فؤاد المهندس والذى تناول فيه اختراع لأحد الأدوية لأقراص أطلق عليها “حبوب الصراحة” نظرا لقدرتها ومفعولها على إخراج كل ماهو حقيقى وواقعى ويجعل الإنسان مسالم جدا وصريح ولأبعد الحدود ….. ونتيجة لوضع هذه الحبوب فى مياه النيل وبالتالى شرب الجميع منها أصبح كل المجتمع صريح جدا جدا جدا …… وكانت الكارثة لأن الصراحة فضحت الجميع فى مجتمع الكذب فيه أسلوب حياة كما يحكى الفيلم بل وعلى النقيد تماما أيقظت الحقيقة الجميع لحقيقة التعامل مع النفس بصراحة ووضوح وشفافية وود وأخلاص بعد اكتشاف حقيقة أن مجتمعهم مزيف وخيالى وليس له اى أساس من الواقع أو المشاركة أو التواصل الأجتماعى والإنساني — وحديثا وفى زمن الحقيقة بعدما وصل إلينا المبعوث الإلهى المستحدث فيروس كورونا والذى الهمنا أن نكون صرحاء مع الله ثم مع النفس ومع المجتمع بعدما وصل الموت إلى مشارف ابوابنا جميعا بدون إستثناء نتيجة لسرعة انتشار الوباء وأرتفاع نسبة المرض والوفيات كما أيقظ البعض منا على حقيقة أننا على مشارف لقاء الله ….. ومن هنا ظهرت بوادر الحقيقة والصراحة مع الله ثم النفس ثم المجتمع “تقبلها” البعض من محبى الصراحة والوضوح والشفافية والأخلاق والمبادئ والدين “ورفضها ” البعض من محبى المجد والشهرة المبنية على الوصولية والكدب والخداع وحب الدنيا بدون بذل اى مجهود لنيل شرف الشهرة والمجد لأن هناك دائما ضريبة وفواتير يدفعها الباحث عن المجد والشهرة فى عالمنا الفانى تتغير بتغير الهدف لطالب الشهرة ونوعية وأخلاق من يحققها.
— ولأن العالم مبنى على الحقيقة والخيال من خلال واقع الإنسان وأحلامه فأن الأمل وأهميته فى الحياة يحتاج إلى حلم قد يتحقق بالإرادة والعمل والفكر والرؤية ليصبح واقع ملموس وحقيقة واقعية ….. وعلى النقيض تماما فى انه لن يتحقق باليأس والإحباط والكراهية والحقد والذى قد يجعل من الإنسان فريسة للوقوع فى براثن أخطر أنواع الشياطين ” شياطين الإنس ” فهل ان الأوان للعودة والتصالح مع الله لكافة الأديان ثم نتصالح مع أنفسنا ومجتمعاتنا خاصتا وان الصدق نبراس للنفس تهتدى به فى ظلمات الباطل والكذب والخداع والأشاعات بل وتصل بالإنسان إلى طاقة هائلة من الأمل والود وحياة أفضل يتشارك ويتلاقى فيها الجميع بدون حقد او كذب او رياء او خداع ولذلك …….
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه؛ فأن فيه نجاة ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وقال عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه
” عليك بالصدق وإن قتلك ” )

Loading