كتبت : لمياء كرم

بغت حالات الوفيات فى القارة الإفريقية جراء الإصابة بفيروس كورونا معدلات أكبر من المعلن عنها رسميًا، حيث توصلت دراسة جديدة أجريت فى زامبيا أنه يجرى إحصاء الجثث والوفيات على نحو روتينى مما يظهر أعدادا تقل عن المعدل الحقيقى الذى يزيد على 10 أضعاف.

واستندت الدراسة التى نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز» إلى مشرحة لوساكا بزامبيا، والتى رجحت أن عدد حالات الوفاة جراء «كوفيد- 19» ربما يتم إحصاؤه دون المعدل الفعلى فى البلاد، وهو ما يمكن أن ينطبق على دول أخرى فى القارة الإفريقية، مما يشكل تحديا للرأى القائل بأن القارة وأن القارة تجنبت أسوء تاثرات الجائحة

فى الوقت نفسه، أعلنت المراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن عدد الإصابات بلغ أكثر من 3.551.956، فى حين بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس 90.454.

ونبهت المراكز الإفريقية بأن استمرار الموجة الثانية من الإصابات بالعدوى يمكن أن يكون مرتبطا بظهور سلالات جديدة أكثر انتشارا وانتقالا بين الناس، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 40 دولة شهدت موجة ثانية من الجائحة اعتبارا من 27 يناير الماضى، والتى تشمل جميع الدول الواقعة فى المنطقة الجنوبية من القارة

بينما أكدت هيئة الرعاية الصحية المتخصصة، والتابعة لمفوضية الاتحاد الإفريقى فى آخر منشوراتها بداية الأسبوع الجارى، أن إفريقيا تشهد زيادة فى عدد حالات الإصابة المؤكدة.

وأفادت السجلات الرسمية بأن ما يزيد على 90 ألف شخص تعرضوا للوفاة جراء الإصابة بكوفيد-19 فى إفريقيا، وهو ما يعادل نحو 4% من معدل الوفيات العالمى، فى قارة تشكل ما يصل إلى 17% من تعداد سكان العالم.

وقال تقرير «فاينانشيال تايمز» إن هناك عدة تفسيرات جرى تقديمها حول ما يبدو أنه تأثير منخفض لكوفيد هناك، والتى من بينها التركيبة السكانية الشبابية بالقارة، وانعزالها النسبى عن العالم، والإجراءات السريعة لاحتواء الجائحة من جانب الهيئات الصحية. غير أن دراسة أخرى لم تتم مراجعتها حتى الآن، والتى أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن الأمريكية، تقدم أطروحة بديلة، والتى تشير إلى أن كثيرا من وفيات كورونا لم يتم تسجيلها.

كما أن الباحثين الذين أخذوا مسحات أنف وحلق من جثث لحديثى الوفاة بمشرحة المستشفى التعليمى الجامعى فى لوساكا، زامبيا، توصلوا إلى أن هناك إصابات بكوفيد-19 أكثر مما كان متوقعا، واكتشفوا أن 70 جثة من بين 364، كانت مصابة بكورونا. لكن لورانس موانانياندا، الذى قاد الدراسة الإفريقية، قال إنها تلقى بالشك على الرأى الذى يقول إن كوفيد-19 انتحى، إلى حد ما بعيدا عن إفريقيا، وإذا كانت البيانات لدينا قابلة للتعميم، فإنه جرى تقصير كبير فى تقدير تأثير كوفيد-19

وعلى الرغم من أن الموجة الأولى تم احتواؤها، حسبما هو مرجح بشكل جيد، إلا أنه ثبت أن الموجة الثانية من الجائحة «أكثر فتكا»، ففى لوساكا، الجميع يعلم الآن أن شخصا ما توفى جراء الإصابة بكوفيد أو نقل إلى المستشفى متأثرًا بالإصابة، حسبما أكد دكتورموانانياندا، والذى نبه إلى أن عدد وفيات كورونا البالغ 723 قد يكون عشر العدد الحقيقى، الذى يقدر بعشرة أضعاف المعلن رسمي

ولفت إلى أن القصور فى تقدير العدد قد يكون «نمطا متكررا» فى عدة دول إفريقية، حيث تكون فحوصات كوفيد-19 محدودة، كما لا يجرى، وعلى نحو روتينى، تسجيل سبب أو حتى حقيقة الوفاة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضى، إن السلالة الجديدة لكوفيد-19 ظهرت أولا فى جنوب إفريقيا، وتسببت فى موجة ثانية من العدوى فى مساحة كبيرة من القارة، ففى الأربعة أسابيع السابقة لـ25 يناير، ارتفعت الإصابات بنسبة 50% لتصل 175 ألفا، عبر المنطقة مقارنة بالأسابيع الأربعة السابقة، حيث كان عدد الوفيات مضاعفا فى 10 دول، وبشكل أساسى فى جنوب وشرق القارة.

وإلى جانب السلالة الفيروسية الجديدة، والتى ظهرت فى بتسوانا وغانا وكينيا وزامبيا، تم تخفيف تدابير الإغلاق فى كثير من الدول الإفريقية، وجرى تطبيق عدد من الإجراءات الوقائية المضادة، مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعى، حسبما أكد الدكتور متشيديسو مويتى، المدير الإقليمى لإفريقيا بمنظمة الصحة العالمية، والذى قال إن عدة دول إفريقية ظلت تقصر فى إحصاء العدد الحقيقى لوفيات كوفيد-19.

وأكد الرئس التنفيذى للهيئة الوطنية لتنمية الرعاية الصحية الأولية بنيجيريا، الدكتور فيصل شهيب أن نتائج دراسة زامبيا أصابت الحقيقة فى نيجيريا التى تعد الأكثر سكانا فى إفريقيا، موضحا أن هناك كثيرا من المجتمعات التى لا يجرى فيها تشريح الجثث، ومن ثم ليس لدينا بيانات كاملة عن أسباب الوفاة. وأضاف: «من الجائز ألا نعرف عدد من يموتون جراء الإصابة، غير أنه نبه إلى أهمية إجراء مراجعة تقييمية لدراسة زامبيا قبل القفز إلى النتائج»، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن هناك دليلا متداولا يوحى بأن بضعة مستشفيات إفريقية، خارج جنوب إفريقيا، كانت مكدسة العام الماضى بمرضى كوفيد-19. وتظهر البيانات الخاصة بدراسة مشرحة زامبيا أن متوسط أعمار المتوفين جراء كورونا بلغ 48 عاما، أى أنهم كانوا أقل عمرا من المتوفين بالدول المتقدمة، كما توفى 7 أطفال منهم طفل رضيع لم يتجاوز بضعة أشهر من العمر.

فى حين أن ما يسمى «التشريح الشفوى»، والذى يجرى من خلال الحديث مع الأقارب لمعرفة طبيعة الوفاة، توصل إلى أن 70 متوفيا أظهروا أعراضا شبيهة بكوفيد، والتى تشمل السعال وضيق التنفس، بالإضافة إلى نتيجة الفحص الإيجابية التى أكدتها مساحات مع بعد الوفاة.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز