منذ انطلاق الدوري المصري موسم 2025-2026، لم تمض سوى جولات قليلة حتى بدأ المشهد يتغير، وتتغير معه خريطة الصراع على القمة واللافت هذا الموسم أن “الكبار” وتحديدًا الأهلي وبيراميدز لم يظهروا بالقوة والهيمنة التي اعتادها جمهورهم، بل سقطوا مبكرًا في فخ التعثر، فاتحين الباب أمام فرق أخرى للحلم بالمنافسة.

الأهلي.. تراجع مبكر يثير القلق في ترتيب الدوري المصري

ودخل النادي الأهلي البطل التاريخي لإفريقيا وصاحب التاريخ الأكبر في القارة وبطل النسخة الأخيرة من الدوري، الموسم وسط توقعات بأن يهيمن كعادته على المسابقة المحلية، بعد تدعيمات صيفية قوية وتغيير الجهاز الفني بقيادة الإسباني خوسيه ريبيرو، لكن الواقع كان مختلف تمامًا.

 

في أول ثلاث مباريات بالدوري، حصد الأهلي 5 نقاط فقط من أصل 9 ممكنة، تعادل مثير مع مودرن سبورت 2-2، ثم فوز وحيد على فاركو بنتيجة 4-1، تبعه تعادل سلبي محبط أمام غزل المحلة في مباراة شهدت كم كبير من الفرص الضائعة.

الأهلي
الأهلي

ومنذ تولي ريبيرو المسؤولية، قاد الفريق في 6 مباريات، فاز في واحدة فقط، تعادل في 4، وخسر مباراة، وسجل الفريق 10 أهداف، لكنه استقبل 9، وخرج بشباك نظيفة مرتين فقط.

وبدأت جماهير الأهلي تشعر بالقلق، فالفريق يبدو عاجزًا عن فرض شخصيته أمام الخصوم الأقل فنيًا، كما أن الأداء رغم الفرص لا يترجم إلى نتائج، مما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات مواسم مضت فقد فيها الأهلي نقاطًا مبكرة دفع ثمنها غاليًا.

 

بيراميدز.. بداية مرتبكة لـ “مشروع البطل”

أما بيراميدز، الذي دخل الموسم وهو يحمل طموح التتويج الأول بالدوري، فيبدو أنه هو الآخر يعاني من بداية مرتبكة، حيث أن الفريق الذي يمتلك واحدًا من أغلى تشكيلات الدوري، لم ينجح في فرض كلمته خلال الجولات الأولى، وبدأ يفقد النقاط وسط أداء باهت في بعض اللقاءات.

ويملك السماوي الجودة ولديه الاستقرار الفني، لكن عقلية “الفريق البطل” لا تزال غائبة، وفي مباريات يفترض أن يحسمها بسهولة، يجد نفسه في صراع حتى اللحظات الأخيرة. 

بيراميدز
بيراميدز

وحتى الآن، لم يقدم بيراميدز الصورة المنتظرة لفريق جاء لينافس الأهلي والزمالك، بل بدا وكأنه لا يزال يبحث عن هويته، ففي الجولة الأولة تعادل سلبياً مع وادي دجلة، وحقق الفوز بهدف دون رد على الإسماعيلي في الجولة الثانية، بجانب تعادل مثير في الجولة الثالثة بنتيجة 2-2 أمام المصري، وهزيمة غير متوقعة أمام مودرن سبورت بنتيجة 2-1 في الجولة الرابعة. 

 

سقوط الكبار يهز الدوري المصري مبكرا

تعثر الأهلي وبيراميدز في الجولات الأولى أعطى الدوري نكهة مختلفة، حيث تمكنت فرق مثل مودرن سبورت، وإنبي، والمقاولون، ظهرت بشكل جيد، واستغلت هذا التراجع في مراكز الكبار لتصعد مبكرًا وتنافس على المراكز الأولى.

ولكن الأهم من كل ذلك، أن هذا التراجع قد يعيد توزيع الصراع على القمة، ويمنح الأمل لأندية أخرى كانت تلعب على البقاء، فصار بإمكانها التفكير في مركز مؤهل لإفريقيا أو حتى المنافسة لو استمر الأداء غير المقنع من الكبار.

الأهلي
الأهلي 

هل يعود الكبار.. أم يستمر النزيف؟

من المبكر جدًا حسم مصير الدوري، لكن المؤشرات تقول إن استمرار هذا التراجع من الأهلي وبيراميدز قد يُكلفهم الكثير، ولم تعد الفرق الصغيرة تخشى الكبار، والجماهير لم تعد تقبل بـ”الأداء فقط” دون نتائج.

 

ويحتاج الأهلي إلى إعادة ضبط فنية واضحة، سواء في طريقة اللعب أو التعامل مع المباريات التي تُغلق دفاعيًا، أما بيراميدز، فالمطلوب منه أن يتحول من “فريق ممتع” إلى “فريق يحسم”، وهو الفارق الحقيقي بين الفرق الكبيرة وفرق البطولات.

 

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني