حذر الشيخ أحمد خليل، من علماء الأزهر الشريف، من خطورة استخدام آيات القرآن الكريم في غير موضعها الصحيح أو توظيفها في سياقات سياسية أو دنيوية بعيدة عن معانيها الشرعية، مؤكدًا أن القرآن كتاب هداية وتشريع لا يجوز أن يُستدعى لخدمة مصالح أو شعارات دنيوية.
جاء ذلك تعقيبًا على تصريحات رئيس حزب الوفد الدكتور عبد السند يمامة، التي أشار فيها إلى أن كلمة “الوفد” وردت في القرآن الكريم، مستشهدًا بالآية الكريمة:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا} [مريم: 85].
معنى كلمة الوفد في سورة مريم
وقال الشيخ أحمد خليل إن هذه الآية تتحدث عن مشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة حين يُحشر المتقون في هيئة وفد مكرم، كما يُستقبل الوفد العظيم بالحفاوة والكرامة في الدنيا، وهو تشريف وتكريم لهم من الله عز وجل. مضيفًا: “الوفد هنا لا علاقة له بأي كيان سياسي أو اسم حزب، وإنما المقصود به المعنى اللغوي الذي يفيد الجماعة المكرمة القادمة على سيدها ومولاها جل شأنه”.
وأكد خليل أن القرآن الكريم لا يجوز أن يُجتزأ من سياقه لخدمة مصالح حزبية أو دعائية، محذرًا من خطورة ذلك على وعي الناس وفهمهم لمعاني كتاب الله، قال ﷺ: “يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ”، [صحيح البخاري ومسلم]، لافتا إلى أن هؤلاء الذين يستخدمونه في غير موضعه، وقد نهى ربنا عن ذلك قال تعالى: “وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ”.
عالم أزهري يحذر: لا يجوز استخدام آيات القرآن في غير موضعها
كما دعا الشيخ خليل إلى ضرورة أن يُترك تفسير القرآن لأهله من العلماء المتخصصين، حتى لا تختلط المفاهيم ولا يُساء فهم كلام الله عز وجل.
وتابع: “القرآن نزل ليُعمل به في الهداية لا في الترويج، ومن واجب الجميع أن يتعامل مع آياته بتقديس واحترام، وأن يُفهم في ضوء التفسير الصحيح والعلم الراسخ”.