سرادق العزاء لها قدسيتها
كتب: محمد خضر
لاحظنا هذة الأيام فى سرادق العزاء أمور يجب أن لا تتم فيها ألا وهى ظاهرة تصوير الاشخاص لبعضهم البعض كأنهم فى فرح وليس فى عزاء له مهابتة وقدسيته الضحك بداخله أثناء التصوير
أما بالنسبة للمآتم ففي
الواقع أن الناس اعتادوا أموراً كثيرة لم يعتمدوا في أكثرها إلا على مُجرد الاستحسان الشخصي أو الطائفي وأخذت تنتقل من جيل إلى جيل حتى عمت وصارت تقاليد يأخذها حاضر الناس عن ماضيهم غير ناظرين فيها إلى أكثر من أنها سنة الآباء والأجداد ووجدت من يبيحها أو يستحسنها ويقويها واستقرت هذه العادات في المجتمعات الإسلامية بلونها الديني حتى ظن غير المسلمين أنها من شئون الإسلام والإسلام منها برىء
ينبغي أن يعرف المسلمون أن الحكمة في تشييع الجنازة الذي طلبه الشرع وحث عليه هي الاتعاظ بالموت واستحضار جلاله الآخذ بالنفوس القاضي على غطرستها المذكر بيوم الحساب والجزاء يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا وقد جاء في ذلك عن النبي صل الله عليه وسلم ما معناه
اتباع الجنازة يذكر بالآخرة
وقد نهى النبي صل الله عليه وسلم عن اتباع الجنائز التي معها رانة والرانة هي المصوتة أي ذات الصوت فتشمل بعمومها النائحة والموسيقا والقارئ والذاكر فكل ذلك أمام الجنازة حرام ومنهي عنه وليس من شك في أن هذه المظاهر فضلا عن أنها تحول دون التذكر والاتعاظ تثير الأحزان وتضاعف الأسى وتخلع القلوب وتأخذ بها عن جميل الصبر وفضيلة الرضا بقضاء الله.
وقد وجب الصمت من المشيعين حتى تخلص العظة إلى النفس ويقوى التذكر في القلب وفي ذلك ما ورد عن الرسول
إن الله يحب الصمت عند ثلاث
عند تلاوة القرآن وعند الزحف وعند الجنازة
ومن هنا علم حكم العادة الأولى وحرم رفع الصوت في تشييع الجنازة ولو بالذكر وقراءة القرآن وطلب الاستغفار للميت
أما إقامة السرادقات والإنفاق عليها بما يظهر بهجتها فهي قطعا إسراف محرم بنص القرآن وتشتد حرمتها إذا كان وارث الميت قاصراً يحمل كل هذه النفقات أو كان أهل الميت في حاجة إليها أو كانوا لا يحصلون عليها إلا عن طريق الربا المُحرم ولم تكن التعزية عند مُسمى العصور الأولى إلا عند التشييع أو عند المقابلة الأولى لمن لم يحضر التشييع.
ويقوم البعض بالذبح عند خروج الجثة أو عند وصولها إلى القبر وهو عادة جاهلية وقد نهى النبي عنها بقوله:
لا عقر في الإسلام
وهو يعد ذلك لوناً من ألوان المباهاة والفخر في موضع ليس محلا للمباهاة والفخر وللصدقة مجالها في المكان والزمان والأشخاص.
ولم يكن معروفاً في الإسلام ما يعرف اليوم من خميس صغير أو كبير فضلا عن الأربعين والمواسم والأعياد التي يجدد فيها الناس اليوم الأحزان ويعيدون بها المآتم ويشغلون بها الناس عن أعمالهم النافعة في الحياة وكل هذه العادات إسراف وتبذير.
أما النعي بمعنى الإخبار بالموت فقط فإنه شأن لا بأس به بل ربما كان مطلوباً نظراً لما فيه من مبادرة الناس إلى شهود الجنازة ومِن مساعدة أهل الميت في التجهيز والدفن ومن التعزية في وقتها وفيه بعد هذا كله الإعلان بانقطاع معاملة المتوفى مع الخلق وانتقاله إلى الخالق.
سرادق العزاء لها قدسيتها كتب: محمد خضر