كتب: شحاته على ابودرب
خطوة خطيرة للقضاء على كل المحاولات الدولية الرامية لعقد هدنة بين المقاومة الفلسطينية و بين قوات الإحتلال الإسرائيلي،
قامت عناصر تابعة لجهاز الموساد بإطلاق قذيفة موجهة فجر اليوم على مقر إقامة السيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس،
في العاصمة الإيرانية طهران، أدى إلى إستشهاده و استشهاد من كان معه .
كان هنية، قد وصل إلى طهران بالأمس في زيارة رسمية للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان،
و التقى بعض القيادات السياسية الإيرانية من ضمنهم الرئيس و المرشد الأعلى .
و مما لا شك فيه أن عملية اغتيال هنية لن تمر دون رد من ناحية الحرس الثوري الإيراني،
و من ناحية قوى المقاومة الفلسطينية، و خصوصاً كتائب القسام التابعة لحماس، التي تعتبر هنية رمزاً من كبار رموزها .
غير أن المتابع الجيد للأحداث يلاحظ ضعف الرد الإيراني، على كل الإغتيالات التي نفذتها عناصر الموساد في الأراضي الإيرانية،
و لبعض الشخصيات البارزة في النظام الإيراني خارج إيران كمستشار الحرس الثوري، الذي اغتالته اسرائيل في غارة جوية بسوريا، منذ ما يقارب العامين ،
و قبله و بعده العديد من الشخصيات العلمية و السياسية و العسكرية الإيرانية التي اغتالتها اسرائيل ،
فدائماً ما كان يأتي الرد على شكل إطلاق بعض الصواريخ التي لا تحدث ضرراً متناسباً مع مكانة الشخصية التي أقدمت إسرائيل على اغتيالها .
و لعل من أم النتائج المترتبة على اغتيال هنية، فشل الدول التي كانت تسعى لعقد هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،
و من أهم هذه الدول مصر، و قطر و الولايات المتحدة ، مما سيؤدي إلى تصاعد حدة الحرب الدائرة في غزة و زيادة هجمات حزب الله على شمال و قلب اسرائيل ،
و زيادة هجمات جماعة الحوثي، سواء على السفن العابرة عند باب المندب أو قذائفها الصاروخية على الأراضي المحتلة .
و قد يتبادر على أذهاننا سؤال لماذا لا ترد إيران على اسرائيل بالمثل ؟
فالعديد من القيادات السياسية و العسكرية الإسرائيلة داخل و خارج إسرائيل تستطيع إيران الوصول إليها و تصفيتها،
غير أن المتابع للأوضاع بين إيران و إسرائيل يقف عاجزاً أمام بعض ردود الأفعال الإيرانية، و نظيراتها الإسرائيلية إزاء تصرفات صادرة من أحداهما تجاه الأخرى
ليبقى الرد الحمساوي على اغتيال هنية، هو المنتظر أن يكون الأقوى رغم إمكانيات حماس المحدودة،
و التي تقزمت أكثر بعد عشرة أشهر من الحرب الطاحنة ليس مع قوات الإحتلال وحدها و لكن مع معاونيها أيضاً من دول أوروبا و أمريكا .