كتب : وليد حسين

ما جئنا فى هذه الدنيا إلا لنتعلم . تستمر رحلة تعلمنا منذ الولادة و الطفولة و قد نتغير و يتغير معنا ما تعلمناه ! حتى القراءة تغيرت فلقد استبدلنا قراءة الكتب و الصحف بمتابعة و قراءة مواقع الشبكة العنكبوتية المختلفة و يعلم الله ماذا سنقرأ و نتعلم في المستقبل!..إلا أن الفائز هو الذى يختار بعناية و رجاحة عقل ما يقرؤه و ما يستثمر فيه وقته . كانت الكتب و الصحف و الموضوعات و القصص و الروايات محدودة و الآن الوضع مختلف جدًا .. فهناك الكثير و الكثير من الكلمات و المقالات و الروايات و حتى الأبحاث العلمية . تخيل معي المنفلوطي أو العقاد أو الرافعي و هو يكتب كتاباته على صفحات “ميكروسوفت وورد ” و يحاول البحث عن كلمة أو معلومة في “متصفح جوجل “..إن الزمن تغير كثيرا .. و لكن هؤلاء أبدعوا رغم عدم وجود هذه الإمكانات .. الآن أصبح من السهل أن تقرأ كثيرًا و لكن من الصعب أن تجد الكلمات الصادقة الهادفة المفيدة و النافعة التى تحمل فى طياتها رسالة و ابتكار و فكر و متعة و تشويق. هى دائمًا موجودة و لكن وسط كومة هائلة من الغث و بحر عميق تغيب فى أعماقه اللآلئ الثمينة. و المطلوب منا أن نتعلم كيف نخرج هذه اللآلئ و كيف ننتج المفيد و النافع كي نسعد و نرتقى و نسمو فى سماء العلم و الأدب و المعرفة.
نحتاج ثورة عقليه لبناء الوعي ومن ثم نعلم كيف نتعلم .
من اجل انسانيه افضل .

Loading