بقلم: زكريا كرش

في أحد الأيام الماضية بينما كنت جالسٌ مع أحد الأصدقاء بالقاهرة بمقر إقامتي رن علينا الهاتف فكان الإتصال من أحد الأصدقاء اليمنيين المتواجدين بجمهورية مصر لكنه غاب عنا لمدة اسبوع في رحلة سياحية إلى إحدى الدول العربية هو وأحد أصداقه.

بدأت المحادثة بالسلام ومن ثم قال لنا أنه قد عاد ولكن يبدوا من كلامه انه حزين ومتضايق.
سألناه ما بك؟
وأين انت؟
ومتى عدت ؟
وما هذا الأتصال المفاجئ؟
رد علينا قائلًا انه تم إحتجازهم عند عودتهم بالمطار.
ولماذا تم إحتجازكم؟
اجاب لأننا يمنيون !
كانت هذه الأجابة ك الصاعقة علينا !!

وما شأن انك يمني بذلك !؟
أجاب اتهمونا أننا من جماعة الحوثيين وأننا ذهبنا الى تلك الدولة.. لغرض اللقاء مع حزب الله رغم أننا بريئون، وليس لنا صلة بهذا الأمر وأنتم تعرفون ذلك.
لأن بلدنا فيه حرب صرنا مشتبهين في كل مكان.
سألناه وماذا حصل بعد ذلك ؟
أجاب تم التحقيق معنا وبعد الإنتهاء تم ترحيل صديقي الى اليمن عبر مطار عدن قسرََا لأنه لم يستطيع إقناعهم أنه هنا للعلاج
لأن تقاريره الطبية كانت بالسكن، وليست معه ولأنه لم يتوقع حدوث هذا.

سألته وأنت كيف نجوت منها؟
أجاب أثبت لهم انني هنا للعلاج بالصدفة كانت بحوزتي بعض التقارير الطبية أعطيتها لهم لكي يبقوني في مصر وبالفعل اقتنعوا بذلك حمدت الله أنه لم يتم ترحيلي.
الى هذا الحد صار اليمني مهان في كل مكان، وصار منبع خطر كما يقولون، وكما يدعون رغم براءته من ذلك لأن هويتنا يمنية يتم إيقافنا في كل مكان، والتحقيق معنا كمجرمين رغم براءتتنا كل هذا بسبب حثالة هذا العصر من شوهوا بيمننا التي كانت هيبتنا في كل مكان.
اليوم نتجول، ونسافر، ونحن خائفون أن يتم إيقافنا ويتم إعتقالنا فقط لأن هويتنا يمنية.

لأننا يمنيون لم تعد لنا قيمة ولا أي إحترام صرنا نخاف من قول انا يمني خشية الوقوع بالمتاعب، والمشاكل
نذهب الى بعض المرافق الحكومية بأي دولة وبالأخص الدول العربية لغرض قضاء معاملة سفر او تجديد إقامة او أي شي آخر
وبمجرد معرفتهم أنك يمني تتغير ملامحهم، ويتغير أسلوب كلامهم معك فيختصر الكلام والقول انت يمني لا يسمح لك بهذا. !؟
وأن قضيت غرضك تنجزه بصعوبة شاقة مع إهانات لفضية في بعض الأحيان للأسف الشديد.
لماذا لا يسمح لي بالسفر وقضاء حوائجي كباقي البشر؟!
هل انا مجرم في نظركم أم لست انسان لماذا لا يسمح لي بهذا ولماذا كل هذه الصعوبات رغم إيتاحتها؟

من حق العالم التعامل معنا هكذا فنحن لدينا عدة حكومات وليست حكومة واحدة.
الأولى في شمال اليمن تدعي أنها الحكومة الشرعية وهي بالأصح مولودة غير شرعية فلها عدة آباء حكومة ولدت بالدم والنهب والقتل والإطهادات.
وأما الأخرى فهي في جنوب اليمن شرعية هشة ولدت ناقصة حكومة شخصيتها ضعيفة ليس لها أي قرار داخلي او خارجي حكومة متنقلة من مكان الى آخر لم تجد لها مستقر لتحكم فيه وبسبب غباءها خسرت الكثير من مؤيديها وممن كانوا يثقون بها.

للأسف قاداتنا هم من أصولونا الى هذا الحال هم من ضيعوا هيبتنا وهم من جعلونا بعيون الآخرين جنس خطير، ومنبع للإرهاب.
العنصرية، والطائفية، والحزبية، والسياسة العوجاء هي من جعلتنا آخر العالم جعلتنا منبوذين ليس لنا اي قيمة ولا قرار.
البعض سيقول عودوا الى الوطن
نعم سنعود، ولكن عندما نعود متأكد بنسبة كبيرة
أننا سنتلقى من يوجه لنا نفس الأسئلة، والعاملة، وسيكون الأمر مؤلم بحجم الكون لأننا سنسأل أسألة كأنك غريب وهذا أشد ألمََا وقهرََا وحزنََا.
خلاصة الأمر تم قتل الهوية اليمنية وتم الختم عليها أنها هوية خطرة في نظر العالم وكل ذلك سببة ساساتنا الذين قدموا مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة إنتماءهم السياسي، والديني، والعرقي اعماء بصائرهم فلم يعد يهمهم لا الوطن ولا المواطن.

تباً لكل تجار الحروب في الداخل، والخارج والخزي والعار لكل من يريد لليمن الدمار، ولشعبها الذل.
ستظل اليمن، وشعبها بلد الإيمان، والحكمة
بلد السلام رغم كل الإطهادات، والإتهامات ورغمََا عن كل الحاقدون، والمتأمرون.
رسالتي الى العالم نحن لسنا إرهابيون، ولسنا دعات حروب نحن بلد سلام، ونحب السلام وحلمنا يعم الأمن ويعود اليمن سعيد.
من يقودون بلدنا من السياسيين وغيرهم ماهم الا خونة مرتزقة لا يمثلونا هم السبب في كل ذلك.
نحن بريئون منهم البراءة التامة.

عاشت اليمن حرة أبية وعاش شعبها حر يرفض الإستبداد وضد الظلم وداعيََا للسلام.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز