كتب _ عبدالرحمن شاهين
تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة على الصعيدين السياسي والميداني، حيث تستمر الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل شامل للأزمة التي دخلت عامها الثاني عشر. وفيما يلي أبرز المستجدات:
**التطورات الميدانية:**
لا تزال بعض المناطق في سوريا تشهد اشتباكات متقطعة بين الأطراف المتنازعة، خاصة في الشمال والشمال الشرقي من البلاد. وقد أفادت تقارير ميدانية عن تصاعد التوتر بين القوات الحكومية وبعض الفصائل المسلحة، في ظل استمرار العمليات العسكرية المحدودة في بعض المناطق الريفية.
من جهة أخرى، يستمر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تنفيذ عمليات أمنية ضد خلايا تنظيم “داعش” في مناطق متفرقة، مع التركيز على منع التنظيم من استعادة قوته.
**الوضع الإنساني:**
على الصعيد الإنساني، لا تزال الأزمة الإنسانية في سوريا من بين الأكثر تعقيداً على مستوى العالم. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 14 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مع تفاقم الأوضاع بسبب الانهيار الاقتصادي ونقص الموارد الأساسية.
كما تستمر الجهود الدولية لتوفير الدعم للنازحين داخل سوريا واللاجئين في الدول المجاورة، إلا أن التمويل اللازم لا يغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات المتزايدة.
**التطورات السياسية:**
على المستوى السياسي، لا تزال المحادثات بين الأطراف السورية برعاية الأمم المتحدة تواجه عقبات كبيرة. الجولة الأخيرة من مفاوضات اللجنة الدستورية في جنيف لم تحقق تقدماً ملموساً، وسط تباين وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة.
في الوقت نفسه، تستمر المساعي الدبلوماسية من قبل الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا، تركيا، وإيران) لتحقيق تهدئة دائمة وتعزيز الحل السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
**الوضع الاقتصادي:**
تعاني سوريا من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تدهورت قيمة الليرة السورية بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية. ووفقاً لتقارير اقتصادية محلية، فإن نسبة البطالة والفقر وصلت إلى مستويات قياسية، مما يزيد من معاناة المواطنين.
**الخاتمة:**
لا شك أن الأزمة السورية لا تزال تمثل تحدياً كبيراً على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومع استمرار الجهود السياسية والإنسانية، يبقى الأمل معقوداً على تحقيق تقدم ملموس نحو إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار الذي طال انتظاره في البلاد.