كتب: أشرف الجمال

” العولمة ” مصطلح جديد ظهر فى نهاية القرن العشرين بدايتا من عام 1990 وأصبح للمصطلح الجديد دور بارز وخطير يشير إلى عملية متشابكة الأبعاد تحدد الخريطة التنموية والإقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والإعلامية والتكنولوجية الإتصالية والثقافية والإدارية والمؤسسات والأفراد لدول العالم ودمجهم فى سوق عالمية واحدة فى إطار النظام الرأسمالي الحر التى تنتهجها كل دول العالم وخاصتا العظمى من خلال أنماط الديموقراطيات الغربية التى عملت على إعادة الهيكلة لوسائل الإعلام وتكنولوجيا الإتصال الحديثة والتوجه نحو الخصخصة وتحرر وسائل الإعلام من السيطرة الحكومية والإتجاه إلى عصر السموات المفتوحة للأقمار الصناعية والهواتف الذكية والحاسبات الالية والإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا والتى أثرت بالسلب على فقدان الإعلام العربى ودول الجنوب بعضا من تميزه وخصوصيته فى العادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية والثقافية والتاريخية
— و قد استفاد الإعلام العربى من الدراسات والمقترحات التى تفيد فى كيفية مواجهة الوطن العربى لظاهرة العولمة وإعادة هيكلة وسائل الإعلام والتى أثبتت بأن أهمية التعامل مع الظاهرة بسلبياتها وإيجابياتها فى نفس الوقت مع ضرورة التعاون الدولى لتحقيق الإستفادة من تكنولوجيا الإتصالات المتاحة وترشيد توظيف حرية الإعلام لخدمة المصالح العليا الأوطان و أقتحام العولمة للجوانب الأساسية للدول ذات السيادة من “أحتكار سلطة وتشريع وحدودها الجغرافية” والتى اثرت بالسلب فى تقليص دور الحكومات فى إصدار التشريعات والقوانين وممارستها لسلطتها وبالتالى فقدان للمصداقية ولسلطتها وأمنها الإقتصادي والسياسى والبيئى
— وتنطوى عملية العولمة على العديد من “الأبعاد السياسية” التى تعتمد على السوق الحر وثورة تكنولوجيا المعلومات والشركات متعددة الجنسيات ورسم حدود جغرافية إقتصادية للدول وإحياء المجتمع المدنى والعمل الخدمى والتطوعى والاجتماعى مع البعد عن سيطرة الدول الصناعية الكبرى على الأسواق كما ان “للإبعاد الإقتصادية ” دور فى صعود تكتلات إقتصادية إقليمية واتفاقيات دولية وشركات متعددة الجنسيات وشركات عابرة للحدود والتحالفات والأنفتاحات وكما تساهم الأبعاد الثقافية للعولمة فى تعظيم دور المنافسة وإنشاء القرية الكونية واكتساب الطابع الفردى والاتجاه العالمى للفردية والروح الجماعية
— كما تتوقف الأبعاد الإعلامية والتكنولوجية للعولمة على أتاحت تكنولوجيا الإتصال الحديث من الوسائط والوسائل وزيادة الاتجاه نحو الإعلام المتخصص واللا مركزية الإتصال وفقدان الحكومات الوطنية لأحتكار البث التليفزيونى والاعتماد على صناعة الإتصال الجماهيرى مع شركات متعددة الجنسيات والتحالفات والاندماجات والتى تطلبت أن يتم اعادة هيكلة إطار وسائل الإعلام فى إطار العولمة وفتح أبواب الاحتكارات والمنافسة المقننة والمحمية
— جاء ذلك فى ضوء دراستنا لعلم من علوم الإعلام العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة ” موضوع خاص فى الإذاعة ف1″ لاستاذى الجليل دكتور حسن عماد مكاوى

Loading