جريمة هزت مشاعر وقلوب الناس في نهار شهر رمضان، بعدما سقطت طفلة الثمانية أعوام فريسة بين أنياب ذئب بشري، هاجمها بضراوة معتديا عليها داخل حمام عمومي بالشرقية.. لتفتح تلك الجريمة الباب مجددا للتساؤل حول الأسباب النفسية التي تدفع البعض لارتكاب مثل تلك الأعمال المشينة.
وخلال التقرير التالي، نحاول الإجابة عى ذلك السؤال عبر الأخصائي النفسي، عمار ياسر، الذي بدوره سيفسر الأسباب النفسية لمرتكبي مثلك تلك الأفعال.
وصف الطب النفسي للمعتدين على الأطفال
في البداية يوضح عمار ياسر، الأخصائي النفسي، أن من يقومون بالاعتداء على الأطفال جنسيا، يعانون من اضطرابات نفسية اضطراب البيدوفليا قد يكون نتيجة اعتداءات جنسية فى الصغر أو تعاطى المخدرات أو كليهما أو القمع الأسرى لهم وتعرضهم للكبت والحرمان من طفولتهم، فإن اضطراب التوجة الجنسي نحو الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يفتقرون للتعاطف والوعي.
ويضيف ياسر: أيضا تعرضهم لإعتداءات جنسية فى طفولتهم فيتم إعادة إنتاج السلوك مرة أخرى فى مراحل الرشد (ظاهرة دورة الإيذاء)، لتعويض الشعور بالنقص الداخلى، وإزاحة شعور الضحية يشعر الأشخاص الذين تم الاعتداء منذ الصغر أنهم ضحايا فيدفعهم لافتعال السلوكيات العدوانية تجاة الأطفال.

التأثير النفسي للطفل بعد الاعتداء
ويؤكد ياسر أن الأطفال تتعرض لصدمة نفسية شديدة ويسمى بإضطراب كرب ما بعد الصدمة فيصبح الطفل يعانى من الكوابيس ويصاب بالخوف والهلع من الغرباء، ويفتقدون الثقة والأمان وخاصة إذا كان المعتدى شخص مقرب أو يثق فيه، فيصبح لدية صعوبة فى تكوين علاقات صحية فى المستقبل، ويصاب بالاكتئاب والعزلة وفقدان الشهية قد يدفعه للإنتحار.
الاعتداءات الجنسية تظل عالقة فى ذهن الأطفال
ويكمل الأخصائي النفسي: «صدمات الاعتداءات الجنسية تظل عالقة فى ذهن الأطفال لأنها من أشد الصدمات النفسية، ولكن أصبح هناك طرق كثيرة تستخدم فى تخفيف حدة الصدمة والعودة بالفرد لأقرب حالة من التوافق النفسى بعد تدريبيه على تخطى الحاجز النفسي».

دور الأسرة
وحول دور الأسرة، يشدد «ياسر» على ضروروة توعية الأسرة للأطفال بترسيخ معانى الاحترام والوعي في عقولهم، والتحدث مع أطفالهم عن طبيعة أجسامهم وأن كل مرحلة من التربية تتطلب مناقشة لكى يتم تخطيها بسلام، وتقوية الوازع الدينى للأطفال، بقضاء الوالدين أوقات مخصصة مع أبنائهم، والاستماع لهم لكي يشعرون بالأمان فإذا تعرضوا لشيء ما غريب يقومون بالتحدث عنه، على عكس الأسر التى تقمع بداخل أولادهم حرية التعبير الذي يجعلهم يعانون من اضطرابات نفسية شديدة عندما يصلوا لمرحلة البلوغ.
دور الدولة في حماية الأطفال
ويختمم حديثه بقوله: تحتاج الدولة لتفعيل الدور الرقابى بقوة فى المدارس والأماكن المتواجد بها الأطفال، ونشر ثقافة الاحترام والأخلاق بين الشعب، وتعزيز قيمة الطفل فى المجتمع، لأن تهميش الطفل يجعله فريسة سهلة للوقوع ضحية الاعتداء، فيجب وضع خطط للقضاء على المتسولين والمشردين من الأطفال، لأنهم عندما يصلوا لسن البلوغ يقومون بارتكاب الجرائم مثل الاعتداء الجنسى على الأطفال.