متابعة _ عبدالرحمن شاهين

أدت الغارة الجوية الإيرانية التي استهدفت جماعة انفصالية محظورة مزعومة في مقاطعة بلوشستان الحدودية الباكستانية إلى تعريض العلاقات بين الجارتين للخطر وربما أثارت التوترات في منطقة متوترة بالفعل بسبب الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة واستمرار التصعيد العسكري في البحر الأحمر.

ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، شنت إيران هجوم ضد جماعة “جيش العدل” في باكستان، وفي مقابل ذلك ردت إسلام آباد بهجوم مماثل ونفذت ضربات جوية ضد أهداف إيرانية.

وأعلنت باكستان مقتل طفلين في الغارات التي نفذتها إيران داخل الحدود الباكستانية، بالإضافة إلى إصابة 3 آخرين.

ومن ناحية أخرى، أعلنت إيران أن جيش العدل، تنشط عبر الحدود الباكستانية الإيرانية، وتتلقى دعماً من إسرائيل والولايات المتحدة.. وفي هذا التقرير يرصد موقع تحيا مصر من هو جيش العدل الذي أشعل فتيل التوتر بين إيران وباكستان.

ما هي جماعة جيش العدل؟

جماعة جيش العدل هي حركة سنية مسلحة، تقول إنها تسعى للعدالة والمساواة في إيران، ومناهضة للحكومة الإيرانية، وتصنف نفسها على أنها “مدافعة عن حقوق السنة في إيران”، خاصة في إقليم سيستان وبلوشستان أحد المحافظات الإيرانية على الحدود مع باكستان وأفغانستان.

عناصر من جيش العدل

وفي 2009، اعتقلت إيران عبد الملك ريجي، قائد الحركة، التي كانت تعرف حينها بحركة “جند الله”، وتمت محاكمته وإعدامه عام 2010، لإدانته بعدة تهم منها العمالة للولايات المتحدة، وبريطانيا، وتنفيذ تفجيرات استهدفت عناصر الأمن في إيران.

وقد تعاون جيش العدل مع الجماعات الانفصالية الكردية في إيران، كما أدان بشدة التدخل الإيراني في الحرب الأهلية السورية .

جماعة جيش العدل تبنت العديد من الهجمات، ففي 25 أكتوبر 2013، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن مقتل 14 من حرس الحدود الإيرانيين في مدينة سراوان. وزعمت الجماعة أن الهجوم جاء ردًا على 16 سجينًا من البلوش الإيرانيين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام. وأدين السجناء بتهريب المخدرات والتطرف. نتيجة للهجوم، شنق المسؤولون الإيرانيون 16 سجينًا في 26 أكتوبر 2013.

وفي 26 أبريل 2017، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن كمين أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة من حرس الحدود الإيرانيين وإصابة اثنين آخرين. كان حرس الحدود الإيرانيون يقومون بدوريات على الحدود الباكستانية الإيرانية عندما تعرضوا للهجوم.

وفي ديسمبر 2018، تحملت الجماعة المسؤولية عن التفجير الانتحاري في مدينة جابهار الساحلية، مما أسفر عن مقتل اثنين من ضباط الشرطة وإصابة اثنين وأربعين آخرين.

وفي 29 يناير 2019، تحملت المجموعة مسؤولية القصف المزدوج في زاهدان مما أدى إلى إصابة ثلاثة ضباط شرطة.

في 2 فبراير 2019، أعلن جيش العدل مسؤوليته عن الهجوم على قاعدة الباسيج شبه العسكرية في جنوب شرق إيران وفقًا لوكالة تسنيم للأنباء. وأسفر الهجوم عن مقتل جندي شبه عسكري وجرح خمسة آخرين.

لماذا يوجد جيش العدل في بلوشستان؟

ينتمي جيش العدل أفراده إلى طائفة البلوش العرقية ويعيشون على جانبي الحدود. وتصر باكستان على أن الجماعة ليس لها وجود منظم في الإقليم أو في أي مكان آخر، لكنها تعترف بأن بعض المسلحين ربما يختبئون في مناطق نائية في بلوشستان، وهو أكبر إقليم في البلاد من حيث المساحة والأكثر حساسية بسبب التمرد المستمر منذ فترة طويلة. ويشكو الانفصاليون والقوميون من التمييز ويريدون حصة أكثر عدالة من موارد وثروات إقليمهم.

لماذا تعتبر الجماعة مصدراً للتوتر بين إيران وباكستان؟

ولطالما تبادلت إيران وباكستان المسلحة نوويا الشكوك بشأن الهجمات المسلحة.

وتزايدت الهجمات على قوات الأمن الإيرانية والباكستانية في السنوات الأخيرة وألقى كل طرف باللوم على الآخر في غض الطرف عن المتشددين. وتقول باكستان إنها تبادلت الأدلة مع إيران حول وجود الانفصاليين البلوش في إيران، حيث يشنون هجمات عبر الحدود على القوات الباكستانية.

وقالت باكستان إنها اعتقلت بعض أعضاء جيش العدل لأنهم مسؤولون عن هجمات متعددة في إيران. وغالباً ما تستهدف الجماعة قوات الأمن الإيرانية بالقرب من الحدود الباكستانية، ويدخل المسلحون إلى باكستان، حيث تحاول السلطات تأمين الحدود وإقامة المزيد من نقاط التفتيش، لكن الانفصاليين البلوش يواصلون استهداف قوات الأمن الباكستانية في الإقليم المتاخم لأفغانستان وإيران.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني