بقلم: زكريا كرش

صورة لطفليين يمنيين أحدهم ممتد على بطنه وبيده خشبة على هيئة سلاح والآخر يساعده بحمل الرصاص، وكأنهم في معركة خلاص تكون أو لا تكون.
نعم إنها معركة خلاص بين برائة الطفولة والمستقبل المجهول لهم ولغيرهم.

صورة مؤلمة جدََا تختصر ما وصلنا إليه منذو إندلاع الحرب..
هذه الصورة أكبر المََا من سقوط الشهداء، وتهدم البيوت هذه الصورة أكبر قهرََا من قطع الراتب، وحتى السجون.
أطفالنا إلى أين؟!
ما هكذا كنا نريد أن نراكم ما هكذا نريدكم أن تكونوا مستقبلََا.
نريدكم أطباء نريدكم معلمين نريدكم مهندسين نريدكم، ونريدكم الخ..

لطخت أفكار أطفالنا فلم يعد الطفل في وطني حلمه أن يصير طبيب ولا طيار بل جعبة وقناصة ومعركة وقتتال.

لقد شاخوا أطفالنا صغارََا !!

صورة تقول أن السلاح باقي والدم ساري أجيال وأجيال.
صورة ألمتني كثيرََا فلا أريد سير الأطفال على ما صنعوه الكبار من عبث وضياع، وخصام، وقتال طرف من أجل إرضاء طرف آخر.
قد يرى البعض أن الصورة تدل على الشهامة، والقوة، والعزة، ولكن خلف طياتها سنين كثيرة من الضياع لن يفهما إلا ذو قلب يعي ويعرف حجم الكارثة التي تنتظر أطفالنا فالطفل يبقى طفل مهما كانت التحديات.

لا أريد أن أراك بهذه الصورة يا صغيري فرؤيتك هكذا تعني أن مستقبلك ومستقبل الكثير ضاع وذهب أدراج الرياح.

ليتني أستطيع أن أعرف ماذا كنت تفكر وأنت مستلقي على بطنك وبيدك قطعة الخشب هذه هل تفكر أن تقتل خصمك “الطفل” الذي بالجهة الأخرى معتقدََا أنه عدو ووجب قتله ؟
أم أنك تصطاد ثعلبََا عبث بمزرعتك التي عدت لها بعد ضياع مستقبلك التي لخصته هذه الصورة ؟
ام أنك تلهو وتلعب غير مكترث لما يحدث وسيحدث ولكن نحن نكترث لوضعك هذا ونتألم لمستقبلك الضائع لا محاله.

لا يا صغيري أنت مكانك ليس كما شاهدناك بالصورة أنت مكانك في المدرسة فأنت المعلم، والملهم، والمهندس، والدكتور، والطيار لا مقاتل مع طرف كل همه الهيمنة والوصول لمبتغاه
ولا صيادََا في البراري يصطاد شيئ ليسد به جوعه.

ليتك تعرف كم خلفته صورتك هذه من ألم، وتساؤلات كثيرة أبرزها_
. أطفال اليمن إلى أين؟!
هل إلى جبهات القتال؟
ام إلى السجون؟
أم إلى مستقبل توجع به نفسك، وأطفالك من بعدك؟!

رسالتي إلى كل الآباء مهما كان وضع بلدنا فحاولوا تغيير أفكار أطفالكم قدر الإمكان فإن أنحرفت أفكارهم لحمل السلاح، وللمعارك لن يزيدكم ذلك إلا جراح فالسلاح لم ولن يسعد بشر، والمعارك ما عمرها جنت الذهب.

أطفال اليمن أمانة في أعناقكم فالجميع مسؤول، ومسائل عن نجاحهم أو ضياعهم.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز