كتب _ عبدالرحمن شاهين

هذه العبارة تعكس الموقف السياسي والإنساني الذي يعبر عن حالة من الاستياء والقلق بشأن السياسات والممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، لا سيما في سياق الصراع المستمر الذي يمتد لعقود.

1. السياسات والممارسات الإسرائيلية:
منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في عام 1967، تتعرض الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية، القدس الشرقية، وقطاع غزة) لعدد من السياسات التي تُعتبر عقبة أمام تحقيق التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومنها:

– التوسع الاستيطاني: بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعد من أبرز القضايا التي تعكس غياب الإرادة الإسرائيلية في التوصل إلى حل سلمي. المستوطنات تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل تواصل توسيعها، مما يعيق إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً.

– التهجير القسري: سياسة هدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم. هذه التصرفات تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة وتظهر رفضًا لحق الفلسطينيين في العيش بسلام على أراضيهم.
الحواجز والقيود على الحركة: تُفرض قيود صارمة على تنقل الفلسطينيين داخل الضفة الغربية، حيث تُنصب حواجز تفتيش إسرائيلية تحد من حرية الحركة وتقطع أوصال الأراضي الفلسطينية. هذه القيود تؤثر بشكل كبير على حياة الفلسطينيين اليومية وتزيد من حالة الاحتقان.

– الاعتقالات التعسفية: يتم اعتقال الفلسطينيين بشكل مستمر من قبل السلطات الإسرائيلية، بما في ذلك الأطفال والنساء. الاعتقالات تتم في معظم الأحيان دون محاكمات عادلة، مما يفاقم الشعور بالظلم ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

2. رفض المبادرات السلمية:
رغم العديد من المبادرات والجهود الدولية لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك اتفاقيات أوسلو (1993) و*مبادرة السلام العربية (2002)*، فإن التصرفات الإسرائيلية على الأرض غالبًا ما تكون بعيدة عن تطبيق هذه المبادرات. على سبيل المثال:

– رفض التفاوض مع حماس: ترفض إسرائيل التفاوض مع حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، رغم أنها تمثل جزءًا كبيرًا من الشعب الفلسطيني. هذا يعكس غياب التفاهم أو الحوار مع جميع الأطراف الفلسطينية.

– التوسيع المستمر للمستوطنات: حتى في ظل المحادثات السلمية أو المبادرات الدولية، تستمر إسرائيل في توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
السيطرة على القدس: إسرائيل تعتبر القدس عاصمتها الموحدة، بينما يرى الفلسطينيون أن القدس الشرقية هي عاصمة دولتهم المستقبلية. سياسة الاحتلال في القدس تتضمن التضييق على الفلسطينيين، وهدم منازلهم، واستمرار السيطرة على الأماكن المقدسة، مما يعكس عدم وجود رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق حول المدينة.

3. الانتهاكات الإنسانية:
– العنف ضد المدنيين الفلسطينيين: تتعرض الأراضي الفلسطينية لعمليات عسكرية إسرائيلية دورية، تشمل الغارات الجوية على قطاع غزة، و*الاعتداءات* على الفلسطينيين في الضفة الغربية. هذه العمليات تتسبب في مقتل وإصابة العديد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال.

– التعذيب في السجون: تقارير عديدة من منظمات حقوق الإنسان تؤكد وجود ممارسات تعذيب للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك احتجازهم في ظروف قاسية.

– القيود الاقتصادية: تفرض إسرائيل قيودًا على الاقتصاد الفلسطيني، بما في ذلك السيطرة على الموارد الطبيعية مثل المياه، وتقييد التجارة، مما يعزز من حالة الفقر والبطالة في الأراضي الفلسطينية.

4. التحديات أمام حل الدولتين:
أحد الحلول المطروحة منذ عقود هو حل الدولتين، والذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ولكن، من وجهة نظر العديد من الفلسطينيين والمراقبين الدوليين، فإن تصرفات الاحتلال الإسرائيلي لا تخلق الظروف الملائمة لهذا الحل. المستوطنات، الحواجز، القيود على حرية الحركة، والتهجير القسري تجعل من الصعب تصور إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة في المستقبل القريب.

5. المواقف الدولية:
– المجتمع الدولي: رغم الإجماع الدولي على حل الدولتين، فإن إسرائيل تتعرض لضغوط محدودة من المجتمع الدولي. غالبًا ما تُتهم بعض الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، بأنها تدعم إسرائيل بشكل غير مشروط، مما يعزز الشعور الفلسطيني بأن المجتمع الدولي غير قادر أو غير راغب في فرض التغيير.

– منظمات حقوق الإنسان: منظمات مثل هيومن رايتس ووتش و*العفو الدولية* انتقدت إسرائيل بشدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية. هذه المنظمات أكدت مرارًا أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكًا للقانون الدولي ويجب أن يتوقف.

6. الاستجابة الفلسطينية:
نتيجة لهذه السياسات والممارسات، يعبر الفلسطينيون عن غضبهم ومقاومتهم من خلال أشكال متعددة، بما في ذلك المظاهرات، الاحتجاجات الشعبية، و*الانتفاضات*. ومع ذلك، فإن هذا الصراع المستمر يؤدي إلى المزيد من الدمار والمعاناة للمدنيين من كلا الجانبين، لكنه يعكس أيضًا فشل الجهود الدولية في حل النزاع.

الخلاصة:
تصرفات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التوسع الاستيطاني، القيود على الحركة، والعنف ضد المدنيين الفلسطينيين، لا تعكس رغبة حقيقية في التعايش السلمي أو التوصل إلى حل عادل للصراع. على الرغم من الدعوات الدولية المستمرة للسلام، فإن السياسات الإسرائيلية على الأرض تواصل تعميق الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتجعل من الصعب تصور حل سلمي قابل للتطبيق في المستقبل القريب.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني