كتب: د. وسيم السيسي متابعة: عادل شلبى
أنا قديم قِدَم الإنسان!. قد تجدون مجتمعًا بلا حضارة أو علوم، ولكن لا يمكن أن تجدوا مجتمعًا بلا رقص!. إسبانيا ترقص الفلامنكو، والبرازيل السامبا، ولبنان الدبكة، السعودية ترقص بالسيوف، واليمن بالخناجر، وأمريكا بالتويست والروك آند رول، والتشاتشاتشا، وأوروبا ترقص الباليه، الفالس، والتانجو، ومصر ترقص رقصًا شرقيًا عن مصر القديمة.. حتى الحيوانات والكائنات المضيئة ترقص، وتسمى الشموع الراقصة، واسمها العلمى Odontos Enopola.
إن الرقص والموسيقى هما أجمل أنواع الفنون، وإذا أردت أن تضرب بلدًا فى حاضره ومستقبله، فاضربه فى فنه، لذا قالها أفلاطون: «علموا أولادكم كيف يتذوقون الفنون ثم بعد ذلك أغلقوا السجون».
كانت مصر القديمة تستخدم الرقص والموسيقى فى علاج شلل الأطفال.. والصوفية ترى أن الرقص هو وسيلة التوحد مع الذات الإلهية. ولما سألوا برنارد شو عن الرقص قال: «هو تسامٍ لأعلى، تعبيرًا عن رغبات على امتداد الأفق!». كما تقول دائرة المعارف الأمريكية: «الرقص يُعتبر منبعًا مهمًا من منابع الفرح». ويقول جاستون فوييه: «الرقص هو أقدم أشكال التعبير عند الإنسان، وهو أكثرها رسوخًا فى الضمير الجمعى.. صحيح أنه لم يكن حركات إيقاعية راقية كما هو الآن، ولكنه كان مجرد القفز فرحًا أو غضبًا أو خوفًا».
فى كتاب ليز مانشيه «الحياة فى مصر القديمة»، تقول: «كان الرقص فى كل مناسبة، فى الأفراح والأعياد، الرحلات، القوارب، وكانت الراقصات يلبسن حزامًا به شخاليل، بل كان الرقص الجنائزى لتخفيف الألم عند فراق المحبوب، وقد ثبت أن الحركة وقت الحزن تُجنّب المريض نوبات القلب عاجلًا، والسرطان آجلًا، ولعلكم تذكرون (ساكن قصادى وبحبه)، كيف أخذت تجرى وسط الزحام لما عرفت بفرح جارها الذى كانت تحبه».
ومن مشاهير الراقصات: سالومى، تاييس، رادوبيس، وعن أنواع الرقص: الجماعى، الشعبى، الاجتماعى «الطبقة الأرستقراطية»، المسرحى، التعبيرى، الباليه، الناتيا الهندى، العذارى، الزار، الذِّكر.. إلخ.
فى رسالة من الدكتورة بسمة أحمد الصقار، الناقدة الأدبية «جامعة حلوان» لصاحب هذه المقالة تقول: «أعلم أن حريتك فى أن ترقص لا تقل أهمية عن حريتك فى التعبير عن رأيك، لماذا نحن بالذات نصف الرقص بقلة الأدب؟، ذلك مرتبط بازدراء المرأة، والثقافة الصحراوية التى تحصر المرأة فى المتعة الجنسية!. فى أفراح زمان كنا نرقص، نزغرد، نطبل، ولم يقل أحد إنها قلة أدب.. إن أفكارنا عن غيرنا تنبع من معرفتنا بأنفسنا.. إن حريتك فى تحريك جسمك هى أولى خطوات حريتك فى تحريك عقلك، وبالتالى لسانك». إلى هنا انتهت رسالة الدكتورة بسمة أحمد الصقار.
أنا فن الرقص.. عرفت أن مُدرِّسة رقصت فرحًا فى رحلة نيلية وليس فى فصل من فصول المدرسة، بملابسها العادية وليس ببدلة رقص، تُعاقَب وتُقدَّم لمجلس تأديب. المجرم الحقيقى هو هذه المجموعة المتخلفة، وهذا الغضنفر «الحفرية الحية من الزمن السحيق» هو أداة هذه المجموعة فى تنفيذ جريمه!