متابعة _ عبدالرحمن شاهين
خلاص اتعودنا.. كل سنة وبمجرد دخول فصل الصيف ما نسمعش غير عن عجاب وغرائب كوكب “الشاحل السمالي”، أه هي كده صحيحة، فإلى جاب حفلات الناس الهايصة الحرانين “عالآخر” ومشاهد الرقص اللي بتفكرنا بدار ابن سهيل في فيلم “سلامة”، وكذلك السيارات الفارهة التي لا نعرف ماركاتها.. كان حديث الصباح والمساء هذا العام القادم من هذا الكوكب العحيب عن كوب الشاي أبو 1500 جنيه وركنة العربية أم 2000 جنيه.
هذا طبعا إلى جانب مصروف “العيل الصغير” اللي بيزيد عن 7000 جنيه في اليوم و”ازازة الميه” اللي بـ 250 جنيه وانتهاءً بحفلات النجوم وتذاكرها التي تقدر بمئات آلاف الجنيهات.. وبين كل هذا وذاك.. تحول “مصيف الكبار” إلى مصدر للضجيج والصخب.
وفي واقع الحال لم يكن هذا هو العام الأول لهذه الحالة التي يمثلها “الشاحل السمالي”، فعلى مدار الأعوام الماضية كان قضاء بضعة أيام قليلة حلم يراود آلاف المصريين لارتفاع أسعار كل شيء فيه بصورة لا تتيسر إلا لكبار الأثرياء فقط، إلا أنه تحول بقدرة قادر إلى كابوس مزعج خصوصًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث اعتدنا كل عام على متابعة مشاهد الخناقات والسكر حتى “الثمالة” التي انتشرت على مواقع السوشيال ميديا، لتسيطر فيديوهات العنف والبلطجة على ذاكرة كل من يذكر أمامه اسم الشاحل السمالي.
خناقات “المغنواتية”
ولم يقتصر الأمر على خناقات المصيفين، بل انتقلت العدوى لمغنيي المهرجانات، فقبل نحو عامين اصطدمت سيارة “حمو بيكا” بسيارة أخرى كانت تعبر الدورانات، لينتج عن ذلك شجار عنيف بين “بيكا وصحبته” مع ركاب السيارة الأخرى، وسط ضرب وسب وألفاظ بذيئة.
ولم تكن تلك الحادثة الأولى التي يثيرها حمو بيكا في الشاحل، بل تورط قبلها في حادثة تحطيم عدد من السيارات فى الشاحل السمالى بسيارته وأثار موجة غضب أصحاب السيارات الأخرى والذين قرروا مقاضاته.
وأيضا انتشر فيديو لبيكا في مشاجرة مع أحد الأشخاص بحفلة محمد فؤاد بالشاحل السمالي، وعلى أثرها تم طرد حمو بيكا من الحفل ومنعه من دخول الشاحل السمالي.
كما شهد “الشاحل السمالي” مشاجرة أخري بين مطربي مهرجانات نور التوت مع مجموعة من الشباب في الشاحل السمالي، وانتشر فيديو ظهر فيه نور التوت وهو يحاول ضرب أحد الشبان وظل يتوعد له وهو يتجه نحوه قبل أن يقوم المحيطون بالحجز بينهما.
ونفس السياق، تم القبض على مطرب المهرجانات الشعبية حسن شاكوش في “الشاحل السمالي”، بسبب قيادته لسيارة بدون لوحات معدنية، فتشاجر مع الضابط الذي طلب منه رؤية رخصة السيارة، وخاصة أنها بدون لوحات معدنية.
اللهم لا اعتراض
ولا أحد يعلم على وجه التحديد ما سر كل هذا النشاز.. ربما وفرة المال غير المبرر أو القوة غير المشفوعة بضوابط اجتماعية أو نوازع أخلاقية، ففي السابق كان ما يرتبط ذكره بالشاحل السمالي مشاهد الرقص اللوذعي والمايوهات الساخنة، أما الآن فما نتابعه من أخبار هذه البقعة الغالية على نفس كل مصري غيور على وطنه “حمادة تاني خالص”.
على أية حال نتمنى على كل جهة اختصاص اتخاذ التدابير الكافية بعدم تكرار مثل هذه المشاهد المزرية، أو على أقل تقدير الحد منها، وذلك قبل أن نفاجأ بتحول هذه الوجهة السياحية إلى مساكن أشباح خاوية على عروشها، فلا أخفيكم أنني شخصيًا لا أنوي بتاتا شد الرحال إلى الشاحل السمالي بعد كل ما تابعته من أحداث دامية وذلك حفاظًا مني على كل ما ينبغي الحفاظ عليه: سلامتي وأمني وعربيتي ودماغي.. خصوصًا إن “الشيطان شاطر”، وكمان “مش كل مرة تسلم الجرة”.. مش كده ولا إيه ؟!!
ملحوظة: احنا مسميينه “الشاحل السمالي”.. مقصودة يعني مش “غلطة مطبعية”