بقلم : أشرف هوازل

عندما تتحرك النفس الإنسانية بالحـقـد وتـدور عـلي محور هـواها فـلن يحجـزها شيء .
كان إبليس يعرف الكثير ، ورأيه في نفسه أنه أحق بالاختيار أو الاستخـلاف من آدم .
كان يري معـدنه أصلب ، وطـاقـتـه أوسع ، وأنه في أي نزال مع آدم وذريته سوف ينتصر بمكـره ودهائه ولذلك قـال الله
( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا 62 قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا 63) سورة الإسراء
وقد ضحك من آدم وأخرجه من الجنة .
ولا يزال يستغـفـل الكثير من أبنائه ويسد عليهم طرق النجاة .
ونسي إبلبس الحقيقة الأولي في علاقة الكائنات كلها برب العزة ! نسي أن الله يقدم عبداً منكسراً يرنو إليه بأمل ، علي عبد شامخ ينظر إلي نفسه بإعجاب .
نسي أن عاصياً يتوب أحب إلي الله من طائع متكبر .
إن كلمات آدم وزوجته أمام الله
{ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } سورة الأعراف – الآية 23
أكـسبتهـما الرضـوان الأعــلي .
أمـا كـلـمة إبلـيس .
( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) سورة الأعراف – الآية 12
فقد هوت به إلي أسفل سافلين .
لا قيمة للعـلم الواسع إذا لم تصحـبه عـبودية تامة لله .
أما عبادة الذات فقد تكون شر أنواع الشرك .
ولذلك أجمع عـلماؤنا علي أن معاصي القلوب شر من معـاصي الجوارح .
علي أن منطـق إبليس من أوله إلي آخره مليء بالإفـك والغـباء .
إن معـتدنه ليس أشرف من معــدن آدم ، فآدم أوتي علماً عجـزت عـنه الملائكة ، وهو دون ذلك كثيراً ، وآدم يبني وينشيء ، أما هو فيهدم ويدمر ، وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم .

Loading