بقلم : مصطفى سبتة
كَبُرَ الغرامُ بشيبتي وَتهندما
من بعدما قضّى الصبابةَ مُغرما
قد عِشتُ أنغامُ الهوى بشبيبتي
وَطويتُ أشجانَ المشاعرِ مُفعما
أَ وَ ما تراني اليوم أني واثقٌ
بجوى العذارى صرتُ وحياً مُلهما
أحكيكَ أسرارَ الفؤادِ متى رأَت
بالحبِ أنْ تحيا الغرامَ تَنَعُّما
والثغرُ لو رامَ المحبَّ بلثمةٍ
أحكيهِ أطباعَ الرضابَ ليلثما
فالصبُّ إنْ أعطى الخليلَ مرادَهُ
فَسَيعتلي برجَ المفاتنِ سُلَّما
والعينُ لو ترنو فتى أحلامها
بشَّت لهُ طول العناقِ تَبَسُّما
ما غَضَتِ الطرفَ المكحلِ أو رَنَت
إلّا وباتَ على الرموشِ تَنَسُّما
بالدفءِ تطوي السيرَ للأعوامِ في
أحضانها ستصيرُ طفلاً بُرعُما
والطفلُ بالأحضانِ يلقى دفأَهُ
وبهِ يعي دارَ السعادةِ مَغنَما
إذيحتسي الحبَّ السليمَ فؤادُهُ
ليظلَّ في أَلَقِ الحبيبِ مُنَعَّما
ما مرت الذكرى على أصداغِهِ
إلّا ودمعُ العينِ جذلاً قد هَمى
قد تدَّعي بالحبِ لستَ بآبِهٍ
برحيلِهِ تبقى فُتاتُكَ ربما
فالقلبُ إن عاشَ الحياةَ بلا هوىً
قد ماتَ في رَحَمِ الولادةِ مؤثما
أَسرجتُ خيلي بالمناقبِ والذُرى
للدومِ في دربِ النجومِ أَفوزُ
إنّي المُوَّشَّحُ والمُكَلَّلُ حيثما
ترقى على دُرَرِّ الصدورِ كنوزُ
فيَّ النسائمُ إذ يهبُّ هبوبُها
في يومِ ما يلظى الورى تمّوزُ
تلكَ السجايا أنني مُتَوَرِّثٌ
ومُوَرِّثٌ من خَصَّهُ التحفيزُ
فَإذا تراني أَدَّعي فيما أَرى
أو قُلتَ فينا ربَّما وَيجوزُ
إنّي سَأَدعوكَ المسيرةَ حيثما
يرجو خُطاكَ العزُّ والتمييزُ
لتعيش في دنيا السعادةِ مثلما
بالروضِ إنْ جَلَبَ الشذا نوروزُ