بقلم : محمد احمد مشعل
مقدمة:
إنَّ ما تعانيه القرى في مصر من إهمال واضح في إصلاح الطرق وإنارة الشوارع، هو أمر يُعَدُّ بمثابة التحدي الحقيقي أمام التنمية المستدامة في هذه المناطق. فبينما تزداد أهمية تحسين البنية التحتية للوصول إلى تنمية شاملة ومتوازنة، تظل العديد من الوحدات المحلية في القرى تتجاهل هذه الأولويات الأساسية، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل متسارع.
إهمال إصلاحات الطرق:
من أكثر القضايا التي تعاني منها القرى هو تدهور حالة الطرق، التي غالبًا ما تتحول إلى مشهد مأساوي يعيق الحركة اليومية للمواطنين. إنَّ الطرق المتصدعة والمليئة بالحفر تُعَرِّض حياة المواطنين للخطر، وتزيد من الحوادث المرورية بشكل غير مبرر. فبالإضافة إلى التكاليف العالية التي يتحملها المواطنون نتيجة الأعطال المستمرة في المركبات، يعاني كبار السن والأطفال من صعوبة في التنقل داخل قراهم، مما يؤدي إلى تراجع مستوى الحياة بشكل عام.
الشوارع المظلمة:
لا تقتصر معاناة سكان القرى على الطرق المتهالكة فقط، بل يتعدى ذلك إلى أزمة أخرى تتمثل في انقطاع الإنارة في الشوارع، والتي تُعدُّ عنصرًا أساسيًّا لضمان الأمن والراحة النفسية للمواطنين. هذه الظاهرة تؤدي إلى تفشي الجرائم مثل السرقة والاعتداءات في ظل الظلام الدامس، ما يجعل الحياة في هذه المناطق أكثر عرضة للخطر. كما أن انقطاع الإنارة يشكل تحديًا حقيقيًا أمام المواطنين الذين يحتاجون إلى التنقل ليلاً، سواء للعمل أو لأغراض أخرى.
رش المياه في الشوارع:
أما قضية رش المياه في الشوارع، فهي مشكلة متزايدة تؤدي إلى تراكم الأوساخ والأتربة في الأماكن العامة. فالإهمال في عمل شبكات الصرف الصحي يؤدي إلى تراكم المياه بشكل غير منتظم، مما يتسبب في تلف الطرق والشوارع. هذا التراكم يشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والحشرات، ما يساهم في تدهور صحة المواطنين وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض الوبائية ، كما يعوق الماره من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة .
مقترحات وحلول:
من أجل الحد من هذه الأزمات، يجب على الجهات المعنية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المواطن. أولاً، يتطلب الأمر تحسين طرق الإصلاح والتطوير المستمر للبنية التحتية داخل القرى. لا بد من اتخاذ خطوات جادة لضمان صيانة الطرق بشكل دوري، وتوفير الإنارة اللازمة في كل الأوقات. كما يجب على الوحدات المحلية تخصيص ميزانيات خاصة للرش المنتظم للشوارع، مع ضمان أن يتم ذلك بطريقة منظمة وآمنة.
في النهاية، إنَّ تحسين هذه الخدمات في القرى ليس مجرد مسألة رفاهية، بل هو حق من حقوق المواطن التي يجب أن توفرها الدولة في إطار سعيها لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. على الحكومة والمجالس المحلية أن يدركوا حجم الإهمال الحاصل وأن يتحركوا بسرعة لتلافي هذه المشكلات قبل أن تصبح عقبات مستعصية على الحل.
