انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ما وصفه بـ”ازدواجية المعايير” في تعامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع الدول، وذلك على خلفية تصريحات لمدير الوكالة، رافائيل جروسي، بشأن قدرة ألمانيا على إنتاج سلاح نووي خلال أشهر قليلة.
وقال بقائي، في بيان صحفي، إن “استخدام المؤسسات الدولية كأداة للضغط السياسي أصبح ممارسة شائعة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست استثناء”، مشيرًا إلى أن تصريحات جروسي بشأن ألمانيا تثير تساؤلات حول حيادية الوكالة.
وأشار إلى أن ألمانيا، رغم كونها طرفًا في معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، تستضيف أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، وهو ما اعتبره “انتهاكًا صريحًا للمعاهدة الدولية”، مؤكدًا أن “وجود تلك الأسلحة وحده كافٍ لإثبات خرق ألمانيا لالتزاماتها”.
وأضاف بقائي: “في حين تتعرض المنشآت النووية الإيرانية السلمية لضغوط وتهديدات مستمرة، فإن الغرب يغض الطرف عن انتهاكات الدول الحليفة، ما يُظهر سياسة الكيل بمكيالين ويقوض مصداقية النظام الدولي”.
جاءت تصريحات غروسي في مقابلة مع صحيفة Rzeczpospolita البولندية نُشرت يوم الأربعاء 9 يوليو، حيث قال إن ألمانيا تمتلك المعرفة والمواد والتكنولوجيا التي تؤهلها نظريًا لتطوير سلاح نووي خلال أشهر، رغم أنها لا تسعى لذلك وتواصل التزامها بالاتفاقيات الدولية.
وأوضح أن ألمانيا لا تنتج أسلحة نووية، لكنها جزء من ترتيبات “المشاركة النووية” مع الولايات المتحدة، والتي تتضمن تخزين قنابل نووية أمريكية من طراز B61 في قواعد ألمانية يمكن استخدامها في حالة الحرب الكبرى.
وشدد جروسي على أن هذه القدرات التقنية لا تعني نوايا نووية ألمانية، مؤكدًا أن بلاده تخضع لرقابة صارمة من الوكالة وتواصل تعاونها الكامل معها.
يأتي هذا التراشق في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إيران والدول الأوروبية، خاصة ألمانيا، التي تدرس مع شركائها تفعيل “آلية الزناد” لإعادة فرض عقوبات دولية على طهران بسبب خطواتها في الملف النووي.
واختتم بقائي تصريحاته بالقول إن هذه الازدواجية “تشجع على مزيد من التوتر وعدم الاستقرار”، داعيًا إلى مراجعة سلوك الوكالة بما يحفظ العدالة والشرعية الدولية.
انفجار قرب مدينة قم الإيرانية يُسفر عن 7 إصابات
أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية، اليوم الإثنين، بوقوع انفجار في مبنى سكني بحي برديسان قرب مدينة قم، ما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص وإلحاق أضرار بأربع وحدات سكنية.
ونقلت الوكالة عن مدير إدارة الإطفاء في قم أن الانفجار نجم على الأرجح عن تسرب غاز، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد السبب بشكل دقيق.
وبينما راجت شائعات على وسائل التواصل حول احتمال أن يكون الانفجار ناجمًا عن هجوم إسرائيلي، أكّد مصدر إيراني لـ”فارس” أن “لا داعي للقلق، ولو حدث عمل عدائي لتم إعلان ذلك فورًا، وسُتطلق صفارات الإنذار في الأراضي المحتلة بالتزامن”.
يأتي الانفجار وسط أجواء أمنية مشحونة في البلاد، عقب تصعيد عسكري دام 12 يومًا الشهر الماضي بين إيران وإسرائيل، تخللته هجمات غامضة وانفجارات داخل إيران، لم تُنسب رسميًا لأي جهة.
وفي سياق متصل، أثارت وفاة علي طاب، الممثل الشخصي للمرشد الأعلى الإيراني في مقر “ثار الله” التابع للحرس الثوري، تكهنات واسعة، خصوصًا في ظل عدم الإعلان عن سبب الوفاة، وتاريخ المقر المعروف باعتباره أحد أهداف إسرائيل المحتملة في الصراع الأمني المستمر بين البلدين.
وتؤكد إيران باستمرار أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، بينما ترى إسرائيل في هذا البرنامج تهديدًا وجوديًا، وتتهم طهران باستخدام منشآتها لتطوير قدرات نووية عسكرية، وهو ما تنفيه طهران بشدة.
عراقجي: نتنياهو فشل في تحقيق أهداف حربه على إيران
أشار عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فشل في تحقيق أهداف حربه على إيران.
وأضاف عراقجي، أن نتنياهو، يحاول بغطرسته أن يملي على واشنطن ما يجب فعله بالمحادثات.
كما تابع في تغريدة عبر منصة اكس، أن نتنياهو يحلم بمحو أكثر من 40 عاما من إنجازاتنا النووية السلمية.
ويأتى ذلك بعدما كشف وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تدرس تفاصيل تمهيداً لاحتمال استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه في حال حصول ذلك فإن “القدرات العسكرية” الباليستية خصوصاً، لن تكون مدرجة ضمن المحادثات.
وقال عراقجي، أمام دبلوماسيين أجانب في طهران، أمس السبت، إن إيران “ستحافظ على قدراتها، خصوصاً العسكرية، في جميع الظروف”، مضيفاً أن “هذه القدرات لن تكون موضع أي تفاوض”، وفق فرانس برس.
كما جدد تأكيد حق طهران في تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل لتأطير برنامجها النووي، قائلاً: “لن نقبل بأي اتفاق لا يتضمن (الحق في تخصيب اليورانيوم)”.
كذلك، حذر من أن تفعيل آلية “الزناد” (Snapback) عبر إعادة فرض عقوبات دولية على البرنامج النووي الإيراني، سيعني “نهاية” الدور الأوروبي في الملف النووي.
فيما شنت إسرائيل حملة قصف على إيران، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين.
في حين ردت إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ قصفت الولايات المتحدة في 22 يونيو، موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط).
وردت طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو وقف النار بين إسرائيل وإيران.
وكانت الحرب أدت لوقف المفاوضات بين طهران وواشنطن التي بدأت في أبريل بهدف التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
كما أن المفاوضات بين أميركا وإيران متعثرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر طهران على أن من حقها التخصيب، تعتبر إدارة ترامب هذا الأمر “خطاً أحمر”.