كتبت: لمياء كرم
وسط التصعيد الإسرائيلي المتزايد ضد المسجد الأقصى والمقدسيين خاصة في حي الشيخ جراح، دعت السلطة الفلسطينية الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ من أجل التباحث حول سبل الرد.
وأعلنت الجامعة العربية، عقد دورة غير عادية على مستوى وزراء الخارجية غدا الثلاثاء، افتراضيا لمناقشة الأوضاع في القدس المحتلة.
وقال مراقبون، إن “الفلسطينيين ينتظرون قرارات قوية تصدر عن الجامعة العربية لنصر فلسطين والقدس، مؤكدين أن بيانات الإدانة والشجب لم تعد تجد نفعًا مع الاحتلال الذي يصعد من استيطانه.
وقالت الأمانة العامة للجامعة الدول العربية إنه تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس على مستوى وزراء الخارجية العرب، الثلاثاء، افتراضيا، بناء على طلب فلسطين أيده عدد من الدول العربية.
ويهدف الاجتماع بحث الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأقصى المبارك والمخططات للاستيلاء على منازل المقدسيين، خاصة بحي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي إنه تقرر ترفيع مستوى الاجتماع إلى المستوى الوزاري بدلا من مستوى المندوبين الدائمين، تناسبا مع خطورة الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين بالمسجد الأقصى وعلى سكان حي الشيخ جراح، ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لتهويد القدس وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم للمدينة ومقدساتها.
وقال دياب اللوح، سفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية في تصريح سابق لوكالة “سبوتنيك”، اليوم الاثنين: “إن اجتماع الجامعة العربية سيعقد غدا بشكل افتراضي على مستوى وزراء الخارجية، لبحث التحرك العربي الفوري من أجل توفير ضغط دولي على حكومة إسرائيل لوقف ما ترتكبه من جرائم وما تقوم به من مخططات في مدينة القدس ضد الشعب الفلسطيني”.
وانتقد السفير الفلسطيني، “المحاولات القسرية للسيطرة على حوالي 28 منزلا بحي الشيخ جراح وتهجير نحو 500 شخص يسكنون هذه المنازل أبا عن جد”.
وتابع: “لدينا توجه بطلب فتح تحقيق دولي عاجل في هذه الممارسات، ولإضافة هذا الملف (الشيخ جراح) مع سلسلة الملفات الموجودة بمحكمة العدل الدولية، لأن ما تقوم به إسرائيل هو جريمة حرب تضاف إلى سلسلة جرائم الحرب التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني”.
بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أنه من الضروري عقد اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب للتباحث بين الأشقاء، حول الخطوات السياسية والدبلوماسية التي يجب أن يتم اتخاذها لمواجهة العدوان الإسرائيلي الممنهج على المقدسيين والمسجد الأقصى.
ينتظر الفلسطينيون موقفا عربيا حاسما من مجلس جامعة الدول العربية الوزاري، حيث أن بيانات الشجب والاستنكار لم تكف للجم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس.
ويعتقد الأيوبي، أنه من الضروري أن يتخذ وزراء الخارجية العرب، الذين سيجتمعون تحت سقف جامعة الدول العربية قرارات ملموسة لدعم صمود المقدسيين على كل الأصعدة، والتحرك العاجل لإرغام سلطات الاحتلال على التراجع عن جرائمها بحق المقدسيين.
وأشار القيادي في حركة فتح إلى أن المقدسيين سيواصلون الدفاع عن مقدسات العرب والمسلمين حتى آخر المشوار، ويثقون بأن الأمتين العربية والإسلامية معهم في محنتهم التي تسبب بها هذا الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يحترم المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
دوره قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب يعقد غدًا بناء على الطلب الفلسطيني لمناقشة آلية وضع حد للتعديات الإرهابية من قبل المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، مؤكدا أن الحراك العربي والفلسطيني والدولي قد يكون تأخر شيئا ما ولكن يمكن تدارك الأمور .
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، في ٢٢ من الشهر الماضي قرر المستوطنون مهاجمة الفلسطينيين تحت حملة أطلقوا عليها لهفاة كان هدفها إهانة الشعب الفلسطيني والتجهيز ليوم ٢٨ من الشهر الجاري ذكرى توحيد القدس ليفرضوا التقسيم الزماني والمكاني في الحوض المقدس.
وتابع: وجاء تأجيل المحكمة الإسرائيلية في البث في مصير منازل الفلسطينيين في الشيخ جراح لتصب الزيت على النار التي اشتعلت منذ عدة أيام، وتوقعنا أن تتصاعد الأمور في ظل عدم وجود حكومة إسرائيلية مستقرة وسيتبارى الجميع في التصعيد ضد الشعب الفلسطيني.
ويرى أن جلسة وزراء الخارجية العرب يجب أن يكون لها مخرجات جدية حتى يتم الضغط على الاحتلال من قبل بعض الدول العربية التي تربطها اتفاقيات سلام مع الاحتلال، وكذلك حراك دولي لوضع حد لعربدة المستوطنين قبل أن يتحول الصراع لصراع ديني يحرق المنطقة ككل، الأمور كالنار تحت الرماد ولا تحتمل التسوييف والقرارات النظرية.
واقتحمت الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، للمرة الثانية خلال أيام، المسجد الأقصى واعتدت على المصلين داخله.
ويشهد حي الشيخ جراح بالقدس منذ أكثر من 10 أيام، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين، ومتضامنين معهم. ويحتج الفلسطينيون في الحي على قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية بإجلاء عائلات فلسطينية من المنازل التي شيدتها عام 1956.
وأعرب الأعضاء الأربعة في اللجنة الرباعية للشرق الأوسط – الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة – عن “قلقهم العميق”، بشأن العنف في القدس.