كتب.. هاني صيام.
—
في عالم يتزايد فيه الاهتمام بالمظهر الخارجي والمكانة الاجتماعية، أصبحت الشهادات العلمية، وخاصة الدكتوراة، رمزًا للاحترام والتميز. ولكن مع هذا الاهتمام المتزايد، ظهرت أيضًا ظاهرة مزعجة، وهي ادعاء البعض الحصول على شهادات علمية دون وجود دليل حقيقي يدعم هذه الادعاءات. هذه الظاهرة لا تُعد فقط خداعًا للآخرين، بل هي أيضًا انتهاك لأخلاقيات العلم والمعرفة، وتقليل من قيمة الجهود الحقيقية التي يبذلها الباحثون والعلماء.
في فيلم “الأيدي الناعمة”، نرى شخصية صلاح ذو الفقار تدعي حصولها على الدكتوراة « في حتى »، وهو ادعاء يبدو واضحًا أنه غير حقيقي. هذا المشهد يعكس واقعًا نراه أحيانًا في حياتنا اليومية، حيث يدعي بعض الأشخاص امتلاكهم مؤهلات علمية عالية دون أي سند أو وثيقة تثبت ذلك. هذه الادعاءات لا تؤثر فقط على مصداقية الفرد، بل تؤثر أيضًا على سمعة المؤسسات التعليمية وعلى ثقة المجتمع بالشهادات العلمية بشكل عام.
من المهم أن ندرك أن الحصول على الدكتوراة ليس مجرد لقب يُضاف إلى الاسم، بل هو نتيجة سنوات من البحث الجاد والتفاني في مجال معين. الدكتوراة تمثل مساهمة حقيقية في المعرفة الإنسانية، وهي تتطلب جهدًا فكريًا وعمليًا كبيرًا. لذلك، فإن ادعاء الحصول عليها دون جهد حقيقي هو إهانة لكل من كافح وسهر الليالي من أجل تحقيق هذا الإنجاز.
كما أن هذه الظاهرة تفتح الباب أمام تساؤلات حول دور المؤسسات التعليمية في مراقبة ومنح الشهادات، وأيضًا حول دور المجتمع في التحقق من صحة هذه الادعاءات. يجب أن تكون هناك آليات أكثر صرامة للتحقق من صحة الشهادات العلمية، وأن يكون هناك وعي أكبر بأهمية النزاهة الأكاديمية.
في النهاية، فإن احترام العلم والمعرفة يبدأ من احترامنا للحقيقة والصدق. ادعاء الحصول على شهادات علمية دون وجه حق ليس فقط خداعًا للآخرين، بل هو خداع للنفس أيضًا. فلنعمل جميعًا على تعزيز ثقافة الصدق والنزاهة، ولنحترم الجهود الحقيقية التي تُبذل في سبيل العلم والمعرفة.