استعمار


بقلم قمر بنصالح _ تونس

رحلت حرّيتي
من يوم استعمروا الدّيار..
ريشة تائهة في مهبّ الرّيح…
لا وطن يحميني …
أبحث عن الأمن و الاستقرار…
ركام ، حطام، خراب…
هل على أنقاض الرّماد يُشيّد العمار؟
أنفاس تحت الرّكام…
تشدو للحرّيّة أنغام
بصوت حبيس…
إذا ما علا
يتراجع عن أخذه القرار…
ما بال الحياة غيّرت ألوانها؟
رياحين الجنّة إمتزجت بلهيب النّار …
أهو حبّ يسكن فؤادي ؟
أم هي رياح عتيّة تنذر بقرب الإعصار؟
ما بال الغيرة بعثرت كلّي؟
حرقت أغصاني…
أذبلت فلّي…
فأخذ بياضه بالاصفرار…

مابين اللاّحبّ و الحبّ
رحلة عذاب شاقّة
وحيرة و لوعة الانتظار…
و مابين الحبّ و الغيرة
اتّفاق مبرم و محكم الانصهار …
فإمّا أن أرفع راية استسلامي
و أعيش في أحضان العشق
الذلّ و الانكسار…
أو أعلن عصياني و تمرّدي
لأتحرّر من الغيوم الّتي عاندتني
و أبحث لنفسي عن طوق نجاة
و أسبح عكس التّيّار…

و إن أصبح ليلي نهارا
شمس الحيرة تهدهد جفون الأرق…
و لكنّه قرار…
صعب… قاتل …مدمّر…
يصفع خدّ سوء الإختيار.

استعمار

Loading