قبل أن توجه انتقاداتك للغرب أو تلعن نتنياهو، تأمل كيف يراك الآخرون وكيف ينظر إليك الصهيوني كمواطن عربي. انظر إلى ما يحدث في العواصم الغربية؛ مظاهرات ضخمة في باريس ولندن ومدريد، احتجاجات في الجامعات الأمريكية، وضغوط شعبية في النرويج وإيطاليا، كلها تطالب بالعدالة لفلسطين وتدين الجرائم في غزة. العالم يتحرك بقوة ضد السردية الصهيونية، بينما تغيب التحركات الشعبية في العواصم العربية.
للأسف، لا توجد مظاهرات عربية تضاهي تلك التي تحدث في تل أبيب نفسها، حيث يطالب البعض بوقف الحرب وقتل الأطفال. هذا الواقع يثير تساؤلات عن دورنا كعرب وعن قدرتنا على التأثير. الفنانون والمثقفون في الغرب يعبّرون عن تضامنهم مع غزة، بينما يظل الفنان العربي ضعيفًا وخائفًا من التعبير عن موقفه.
حتى المبادرات العربية، مثل الدعوة المصرية لتأسيس ناتو عربي، لم تلقَ الدعم من العواصم العربية. حكامنا منشغلون بصراعات على الزعامة الفارغة، بينما تغيب الجهود الحقيقية للدفاع عن القضية الفلسطينية. هذا الوضع يعكس ضعفنا وهامشيتنا، ويؤكد أننا بحاجة إلى إعادة تقييم أنفسنا قبل أن نحكم على الآخرين. الغرب، رغم كل انتقاداته، يتحرك وفق إنسانيته، بينما نحن لا نزال بعيدين عن تحقيق هذا المستوى من الوعي والفعالية.