متابعة _ عبدالرحمن شاهين
نفى الأزهر الشريف المنشور الذي تم تداوله على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على لسان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والذي يتحدث فيه عن أحكام الخلع.
وكانت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تداولت منشورا غير صحيح لشيخ الأزهر يقول فيه:” خلع المرأة في المحاكم ليس طلاقا شرعيا، وإذا تزوجت بعد الحكم فهي زانية”.
ومن جانبه أكد الأزهر الشريف أن هذا المنشور غير صحيح وأن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لم يصرح بهذا الكلام مطلقا.
حكم زواج المرأة بعد الُخلع
من جانبه أوضح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، أن المرأة التي أصدر القاضي حكما بخلعها أو تطليقها يحل لها أن تتزوج بعد مضي العدة وأكد “شومان” أن الكلام المفترى على الإمام في البوست لم يقله ولا علاقة له به.
شيخ الأزهر يحذر من خطورة تطبيع الشذوذ الجنسي
وفي وقت سابق استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر الشريف، عددا من الإعلاميين والمفكرين الفرنسيين، للإجابة على تساؤلاتهم حول استراتيجية الأزهر لمواجهة التطرف الفكري.
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالوفد الفرنسي في رحاب الأزهر الشريف، تلك المؤسسة التي تجاوزت الألف عام في نشر العلوم الوسطية المستنيرة، وأراد الله أن يبقيه منارة وقبلة للعلماء وطلاب العلم من كل مكان، مؤكدا أن منهج الأزهر طوال تاريخه يسعى إلى نشر السلام داخليا وخارجيا، وترسيخ قيم الأخوة والتعايش والتضامن بين الجميع.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أن الإسلام لا صلة له بما يحدث باسمه -زورا وبهتانا- من قتل وتدمير وإرهاب، مضيفا أننا أعلنا مرارا وتكرارا رفض وبراءة الإسلام من هذه الأفعال الإجرامية، وفندنا خرافات من يدعون أن الإسلام يدعو إلى قتل غير المسلمين المختلفين في الدين والعقيدة، مؤكدا أن الله -جل وعلا- جعل الاختلاف سنة كونية، ولو أراد الله لجعل الناس كلهم متشابهين، ورسخ لمبدأ “لا إكراه في الدين”، وحدد العلاقة بين الناس بعلاقة التعارف والتعاون.
وشدد شيخ الأزهر على أن الإسلام لم يفرض على أحد اعتناقه أو الدخول فيه بالقوة، وإنما حث المسلمين على التعايش الإيجابي والتعارف، والتعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، والتعاون للنهوض بالمجتمعات، مشددا على أن الجماعات المتطرفة التي يحاول البعض نسبها زورا للإسلام هي صنيعة سياسية تُستخدم لتشويه الدين بشكل متعمد، من خلال استباحتها القتال والسعي في الأرض إفسادا وفسادا، ويوفرون لهم الدعم لتلقي التدريبات والتمويل وتوفير الأسلحة والتنقل من مكان لآخر في سهولة، رغم تلك الحواجز الأمنية العتيدة التي تحفظ حدود الدول وتستخدم فيها أحدث الوسائل والتكنولوجيا.
واستعجب فضيلة الإمام الأكبر من أن المسلمين هم الأكثر استهدافا من قبل هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تمارس معظم جرائمها في محيط بلادنا الإسلامية، مؤكدا أن المشكلة الرئيسة هي الفوضى التي يعيشها العالم اليوم، وأن من يقودون العالم اليوم شرقا وغربا يحتاجون إلى عقول جديدة وقلوب أخرى.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الأزهر لديه برنامج لتدريب الأئمة من حول العالم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، والتي تستضيف فيه الأئمة لمدة شهرين، وتحاورهم وتناقشهم من خلال نخبة من أساتذة وعلماء الأزهر، لصقل مهاراتهم وتزويدهم بما يحتاجون إليه من مهارات لتفنيد أدلة الجماعات المتطرفة، ورفع قدراتهم للتعامل مع مشكلات الواقع المعاصرة، لافتا فضيلته إلى أن كل برنامج يعد خصيصا ليناسب أئمة كل بلد، مع الوضع في الحسبان التحديات التي تواجه كل مجتمع من المجتمعات.
وفي سياق آخر، أعرب شيخ الأزهر عن خطورة تطبيع الأمراض المجتمعية التي لا تتفق وطبيعة المجتمعات الإسلامية والشرقية كالشذوذ الجنسي، وفرضها بالقوة تحت راية حرية الرأي والتعبير، وذلك من خلال أجندة إعلامية غربية موجهة لعالمنا العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن هذا هو الشكل الجديد للاستعمار وهو الاستعمار الفكري، الذي يستهدف الشباب والنشء ويعمل على إفقادهم لهويتهم وتمسكهم بمنظومة القيم والأخلاق.