بقلم: زكريا كرش

إن إرسال “الأطفال” القصر إلى الجبهات جريمة كبرى فكيف لو كان ذلك بدون علم أهاليهم.
اللوم يشمل كل الأطراف المتقاتلة، وليس طرف بعينه فالطفل القاصر يبقى طفل مهما كانت الظروف.
شباب في عمر الزهور يذهبون إلى جبهات الموت.
أكثرهم دون علم أهاليهم وهذا جرم آخر بحد ذاته فإستغفال أهل الطفل وأخذ طفلهم، وإستغلال حاجتهم أمر شنيع للغاية ولا يوجد مبرر لذلك.

وحده من يغرر بهم يعلم مصيرهم المحتوم لأنه قد يكون أخذ مقابل زجهم إلى جبهات القتال حفنة من المال وكأنهم حيوانات تباع وتشترى لا من البشر.
يتفاخرون بإنهم أستطاعوا التغرير والتأثير بطفل وإرساله إلى موته تحت مسمى رفد الجبهات والدفاع عن الوطن بينما هم يصولون ويجولون، ينتظرون خبر مقتل ذاك الطفل حتى يطالبوا بمستحقاتهم الشخصية جزاء ما دفعوا بالأطفال الأبرياء للقتال.

لا أحد مستفيد الا ذلك.. الشخص وأسياده الذين مثلوا لك الجبهة، وكأنها مفتاح الجنة وأنها الخطوة الأولى إلى مستقبلك المجهول هذا إن عدت حيََا.
لا يكترثون إن كنت طفلََا ام بالغ كل همهم ماذا سيجنون من وراك.
لا احد خاسر في هذه المعركة إلا أهالي “الأطفال” الذين لا حول لهم ولا قوة لن يجنون بموتك الا صورة على الحائط للذكرى مدون عليها إسمك وتأريخ موتك وموقع إستشهادك.

لا يمر شهر الا ونسمع عن إستشهاد طفل لم يبلغ الحلم بعد.
هذا على مستوى محافظتي، ومنطقتي فما بالكم بباقي المحافظات الأخرى.
هناك أمر خطير وأعتقد أنه لم يعد مخفي على أحد وهو لجوء أكثر تجار البشر، وتجار الحروب إلى إستهداف “الأطفال” القصر بدل من البالغيين، وذلك لسهولة التأثير عليهم وزجهم إلى الجبهات ووضعهم في الصفوف الأولى كدروع بشرية، وبيع لهم الأوهام بالرتب والمناصب الوهمية التي لن تحصل عليها اساسََا لأنك ميت لا محالة.

إن إستهداف “الأطفال” القصر، والتغرير بهم دون علم ذويهم أمر خطير للغاية ووجب التحذير منه فلن يعيد الطفل الوطن، ولن يدحر القاصر العدو.
للأسف لقد صار إستغلال الوضع المعيشي للمواطن اليمني، وللطفل بحد ذاته هو أداة تجار البشر للضغط عليهم وإرسالهم إلى الجبهات من اجل مصالحهم الشخصية ليس أكثر.
لا يهمهم إن حررت الوطن او استشهدت ما يهمهم إلا جني المال مقابل موتك والتضحية بك.

إن الأطفال اليافعين هم أكثر المستهدفين في هذه الحرب العبثية وإنه لأمر مؤسف ومحزن إن يتم إستهداف “الأطفال” وزجهم في الصراعات التي وجودهم فيها لن يفيد أحد ولن يغير من الأمر شيء.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني