كتب – رفعت عبد السميع
ألقى السفير أحمد رشيد خطابي رئيس قطاع الإعلام بجامعة الدولة العربية كلمة نيابة عن أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية على هامش إنطلاق شبكة المنافسة العربية بحضور نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة
بجمهورية مصر العربية ورؤساء أجهزة المنافسة بالدول العربية حضرات السيدات والسادة، وقال الخطابي : اسمحوا لي، في البداية، الترحيب بكم في رحاب جامعة الدول العربية ونقل تحيات معالي الأمين العام أحمد أبو الغيط التي حالت ارتباطات مسبقة دون حضوره.
وقد أعرب السفير خطابي فى كلمتة لجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية بجمهورية مصر العربية عن خالص الشكر على الإعداد الجيد لهذا الملتقى بتعاون وثيق مع إدارة التكامل الاقتصادي العربي بقطاع الشؤون الإقتصادية بالأمانة العامة.
وأشار. السفير خطابي إلى أن الإرتقاء بالتكامل الإقتصادي العربي بكافة أبعاده وجوانبه يظل من بين أولويات أهداف هذه المنظمة العتيدة. ومن هنا، كان إطلاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى اعتباراً من 1998 حيث بدأ تنفيذها تدريجياً منذ ذلك الحين إلى أن أضحت هذه المنطقة قائمة فعليا اعتبارا من فاتح يناير 2005.
وأكد السفير خطابي فى كلمتة على أن هذا الإنجاز كان له الأثر الملموس على تنمية المبادلات التجارية البينية، حيث ارتفعت من 26 مليار دولار في سنة 1998 الى حوالي 224 مليار دولار في 2019 ولو ان هذه المبادلات تراجعت في 2020 بنسبة 13.5 جراء جائحة كورونا.
وأضاف السفير خطابي أن التطور الذي فتح المجال لقطع خطوات إيجابية نحو الدفع بالمسار الإندماجي بما في ذلك إقرار قواعد المنشأ التفصيلية للسلع العربية ودخولها حيز النفاذ، وإعتماد شهادات المنشأ الإلكترونية، وإعتماد آلية الشفافية، ودخول آلية التزام الدول بقرارات المجلس الإقتصادي والإجتماعي ذات الصلة بالمنطقة حيز النفاذ، وإقرار اتفاقية للتعاون الجمركي إتفاقية تنظيم النقل بالعبور بين الدول العربية، فضلا عن دخول اتفاقية تحرير التجارة في الخدمات حيز النفاذ اعتباراً من 2019.
وفي هذا السياق، حظيت منظومة المنافسة ومراقبة الاحتكارات بالدول العربية بما تستحقه من إهتمام بدءا بإقرار بروتوكول التعاون في مجال المنافسة بين الدول العربية، مرورا بإعداد إطار تشريعي استرشادي للمنافسة، وانتهاء شبكة المنافسة العربية التي رحب بها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته (109) في فبراير الماضي، وذلك تنفيذا لتوصيات فريق الخبراء العرب في مجال المنافسة ومراقبة الاحتكارات.
وقال خطابي : نحن نحتفل اليوم بإطلاق هذه الشبكة، وأود ان أعرب عن تثميننا للجهود الموفقة لجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية بجمهورية مصر العربية، والشكر موصول للدول الأعضاء على انخراطها الفعال لاستحداث هذه الأداة المؤسساتية الواعدة، تلكم الجهود التي مكنت من بلورة التزامنا الجماعي عملا بقرار القمة العربية التنموية والإقتصادية والإجتماعية الثالثة بالرياض 2013 التي دعت لتوحيد النظم والتشريعات والسياسات التجارية فيما بين الدول العربية المتعلقة بالمنافسة ومنع الاحتكار.
وأكد السفير خطابي أن تداعيات جائحة كورونا قد أظهرت مدى الحاجة لوجود شبكة عربية من هذا القبيل، فمنطقتنا العربية في ظل الإجراءات الاستثنائية المتخذة على غرار باقي دول العالم، والارتباك الذي أصاب الأسواق الدولية، لم تكن بمنأى عن المخلفات المهولة التي تسببت فيها الحالة الوبائية كإغلاق المنافذ الجمركية وتباطئ حركية المبادلات العربية.
ومن هنا، فإن إيجاد آلية للتعاون الإقليمي وتبادل الخبرات والمعلومات في ميدان المنافسة، وخاصة في زمن الأزمات، له مردود إيجابي وقيمة حقيقية على اقتصاديات الدول العربية من حيث احتواء الانعكاسات للاحتكار والاتفاقات الضارة بالمنافسة.
وشدد السفير خطابي قائلآ : اليقين لدى بأنكم جميعا، أعضاء وشركاء، لن تدخروا جهدا لتحقيق المقاصد التي أنشأت من أجلها هذه الشبكة متطلعين الى إرساء تعاون تشاركي يثري ثقافة التنافس في الفضاء العربي، تعاون منتظم يسهم في مواءمة التشريعات، وتبادل المعلومات والخبرات، وبناء قدرات أجهزة حماية المنافسة، تعاون خلاق يسهم في تحسين المناخ الاستثماري العربي وبلوغ التكامل الاقتصادي والتنمية الشاملة.
وفي ختام كلمته قال السفير خطابي : أود تجديد الشكر لكل من ساهم في إطلاق هذه الشبكة مقدرا باسم معالي الأمين العام الدور الحيوي لمؤسساتكم في توطيد دعائم ومقومات الحكامة والشفافية في الحقل الاقتصادي ومحاربة الاحتكار وحماية حقوق المستهلك من الممارسات المنافية للقانون.
والسلام عليكم ورحمة الله