كتب _ عبدالرحمن شاهين
“عالم الذر”
هذا ما تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الأعراف: “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ”. (172)
ويضيف رمضان البيه: الأرواح مؤهلة لأن تتجلى في حضرة الشهود، وجاء الخطاب من الله بعد ما أقام الحجة على جميع خلقه، من لدن آدم إلى يوم المحشر، بأنه رب العالمين.
رب العزة يسأل.. وبماذا أجابت الأرواح؟
ويقول الشيخ رمضان: هنا يسأل الخالق عز وجل: “ألست بربكم قالوا بلى أي نعم شهدنا أن تقولوا يوم القيامة”.. فأشهدهم صفات الربوبية، فجاء الإقرار من أرواح جميع البشر، فقالوا “بلى شهدنا”، وليس “بلى اعتقدنا” لأنه ليس إيمانا غيبيا، بل إيمان شهود، مضيفًا: أنه أشهدهم بديع عظيم صفاته، سبحانه، وعظمته في خلقه، ووحدانيته فجاء الإقرار.. فالأصل في إيماننا إيمان شهود وليس إيمان اعتقاد.
والمعروف أن الأرواح خلقت قبل الأجساد، وعالم الأرواح أعم من عالم الذر، فإن المراد بعالم الذر: الأرواح التي أخرجها الله من ظهر آدم وأخذ عليها العهد بتوحيده.. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف”. متفق عليه.