بقلم: نورا حمدي

من واجب المسلم الحق تجنب الإساءة إلى أعراض الآخرين، رجالاً كانوا أم نساءً، أو سبّهم أو نعتهم بألقاب. وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعن، ولا بالفحش، ولا بالسب” [الترمذي]. بل جاءت الشريعة بحفظ الضروريات الخمس: الدين، والعقل، والعرض، والمال، والنفس، وحرمت الاعتداء عليها. والأدلة على ذلك كثيرة، منها على سبيل المثال قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” [مسلم]. قال النووي في شرحه على هذا الحديث: “أي: عدم إيذاء الآخرين بالقول أو الفعل، وخص اليد بالنية لأن أكثر الأعمال بها” [شرح النووي على مسلم، المجلد الثاني/ص ١٠].

جاء في كتاب [فيض الخضير، ج 6/ص 271]: “إن إيذاء المسلم يدل على نقص إيمان فاعله، والضرر نوعان: مادي ومعنوي، فالمادي كالسلب والنهب، وأما المعنوي فهو الحسد والبغضاء والكبر والغلظة وسوء الظن بالآخرين، ونحو ذلك”.

بالإضافة إلى ذلك، يُؤمر المسلم بعدم التحدث عن الآخرين بما لا يرضيهم (الغيبة). يقول الله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا بَلْ تَكْرَهُونَ… وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [الحجرات/12].

قال النووي: “باب تحريم الغيبة والنميمة: وهما من أقبح الذنوب وأوسعها انتشارًا، فابتدأتُ بهما تحذيرًا. فأما الغيبة فهي ذكر الأخ بما يكره… وأما النميمة فهي تبليغ الناس الكذب ليقع بعضهم في رقاب بعض، وكلاهما محرم بإجماع العلماء، ونصوص الشريعة متفقة على ذلك”.

ويستثنى من هذا الأصل العام (الأصل) أي الاستثناء جواز الجهر بالسوء إذا ظُلِم الإنسان، ولكن لا ينبغي أن يتجاوز ذلك الحد المسموح به، لأن الأصل تحريم ذلك، ولكنه جائز في هذه الحالة فقط، لقوله تعالى في هذا الشأن: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجُؤْ بِالْفُحْشِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) [النساء/148].

ومع ذلك، ينبغي على المسلم أن يتمسك بالأخلاق الإسلامية، وأن يتجنب الكذب والباطل، وأن لا ينساق وراء رغبة القذف والانتقام. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُنُّوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ نَفْسٍ عَلَى أَنْ تَعْدِلُوا. اعْدِلُوا هُوَ مِنْ قُرَبِ التَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٨].

وخلاصة القول، لا يجوز إهانة الآخرين فإنه لايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
وعندالله تجتمع الخصوم

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني