كتبت داليا ايمن


كرر الكذبة كثيرا بما يكفي أصبحت هي الحقيقة ، جملة منسوبة إلى جوزيف غوبلز مسئوول الدعاية السياسية لهتلر إبان الحكم النازي.
جملة معبرة عن تزييف التاريخ وسرقة الأرض وطمس الحقائق ، فلم تعد الحاجة لإحتلال الدول تتطلب تحريك الدبابات والجيوش وسفك الدماء منذ البداية بل أصبحت مؤامرات تُحاك وفخاخ منصوبة بحرفية عالية،واكبر دليل على تلك الفخاخ هي المنظمات المتطرفة الممولة من كبرى
الدول .

نشأة الافروسنتريك وافكارها _
منذ عشرينات القرن الماضي تأسست حركة “الافروسنتريك”وهي ايدلوجية ومنظمة مؤسسيها الأفارقة الأمريكيين في محاولة منهم لطمس هوية الحضارة المصرية القديمة و صبغها بصبغة زنجية مروجين إن المصريين القدماء ما هم إلا زنوج وهم اصل الحضارة المصرية القديمة وإن المصريين الحاليين ما هم إلا بقايا إحتلال واختلاط أجناس .
محاولات الافروسنتريك لاثبات اكاذيبهم _
وفي إحدى مساعيهم المتطرفة لتزوير التاريخ ترأس المؤمنين بتلك الايدلوجية دجال يدعى “انتي ديوب”مؤلفا كتب كل ما احتوت عليه ما هي إلا حجج بالية تنم عن عقدة نقص لديه واستمرارا في سعي تلك المنظمة تفاجأ مثقفي مصر بتجهيزات لإقامة مؤتمر
في أسوان بتاريخ فبراير ٢٠٢٢ بعنوان’ افريقيا واحدة العودة للجذور “.
برعاية منظمتين أمريكيتين ،منظمة حابي” إله النيل عند المصريين القدماء” ومنظمة IKG، وقيام شركة akht tours الأمريكية المملوكة لليهود بنقل ضيوف المؤتمر إلى مصر .

اكاذيب الافروسنتريك_
استند مزوري التاريخ إلى حجج بالية مضحكة لإثبات كذبهم ، أولها أن الغرب يسعى لطمس حضارتهم وحقيقتهم بكسرهم أنوف التماثيل المكتشفة لكي لا يتم البرهنة أن أنف المصري القديم دليل على انتمائه للعرق الزنجي . وأضاف مروجي الأكاذيب أن لون بشرة التماثيل سوداء وهذا دليل آخر على خرافة أن الحضارة المصرية القديمة هي في الأصل حضارة زنجية.
ومن ضمن اكاذيبهم استنادهم إلى كتابات هيرودوت المؤرخ الشهير بأن أهالي مصر شعرهم اجعد وشكلهم اسود. واستمرارا منهم في محاولاتهم لإثبات وجهة نظرهم استندوا الى كلام منسوب إلى المؤرخ “ديودور الصقلي”أن المصريين يشبهون الإثيوبيين.
تفنيد أكاذيب الافرو سنتريك والرد عليها
_ ليخرج مجدي شاكر كبير الأثريين مفسرا أن المصريين القدماء كان لديهم عادة كسر أنف التمثال ليدخل التمثال مع صاحبه في رحلة العالم الآخر و اعتقادا منهم أنه يتنفس .
.

_ويتفضل الأستاذ حسن عبد البصير مدير متحف مكتبة الإسكندرية شارحا وجود تماثيل باللون الاسود و مرجعا ذلك إلى قيام المصريين القدماء بصبغ التماثيل باللون الأسود الذي كان يرمز إلى أوزوريس إله العالم الآخر.

ومتناسين أنه في عام ٧٣٦ق.م حكم مصر “بعنخي”أحد ملوك مملكة كوش وأسس الأسرة الخامسة والعشرين في العصر المتأخر في مصر القديمة. وزيارة هيرودوت لمصر جاءت بعد بعنخي ب٢٠٠ عام أي أنه من الطبيعي أن في مصر بقايا زنوج .

_و لم يذكر أي دليل تاريخي على أن المصريين يشبهون الإثيوبيين.
اكمالا لطمس الأكاذيب واحقاقا للحق هناك ما يُسمِي ببردية سنوسرت الثالث المتواجدة من ٣٩٠٠ عام والتى كُتِّبْت ١٨٧٨ق.م ذاكرا فيها ملك مصر ماذا كان وضع الزنوج في فترة حكمه ،
“السود ليسوا بقوم أشداء ولكنهم فقراء جسيروا القلب ولقد رآهم جلالتي وإني لست بخاطئ في تقديري هذا ، ولقد أسرت نسائهم وسوقت رعاياهم واقتحمت آبارهم وذبحت ثيرانهم وحصدت زرعهم واشتعلت النار فيما تبقى منها وبحياتي وبحياة والدي لم انطق الا صدقا.

ردود المؤرخين الغرب على اكاذيب الافروسنتريك _
_ذكر كلارنس والكر مؤرخ الأفرو أمريكان “الافرو سنتريك نسخة باهتة من العنصرية الأوروبية وقائمة على أساطير وهمية .

بينما أضاف كوامي ابياه مؤرخ غاني “الافرو سنتريك نسخة مكررة من العنصرية الأمريكية والغربية فكما اضطهد البيض العالم جاء الدور على السود لاضطهاد غيرهم “.

أنا أؤمن بشدة أن التاريخ لا يرحم من لا يقرأه جيداً ويصفع من لا يفهم دروسه على وجنتيه.
من ١٠٦ عام أصدر آرثر بلفور وزير الخارجية البريطاني وعده المشؤوم إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أوجه المجتمع اليهودي البريطاني بإقامة دولة لليهود.
وبجرة قلم وتزييف للتاريخ بدأت سرقة الجغرافيا وأصبح الإسرائيلي مواطنا وابن كنعان لاجئاً بوطنه مواجها القتل والتخريب وهدم منزله أمام عينيه بل واحيانا بيديه .
بريطانيا أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق للتخلص من اليهود لديها والولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة للتخلص من الزنوج و أزماتهم لديها وزرع الأحقاد والأكاذيب تجاه الحضارة المصرية القديمة ومصر الحالية .
وممولة لمنظمة الافروسنتريك بملايين الدولارات ولا يغيب الشيطان الآخر عن المشهد بدعم المنظمة سواء بدعم علني كنقل ضيوف مؤتمر العودة للجذور الى أسوان أو دعم خفي ومخططات تُحَاكّ في الظلام.

Loading