منار فؤاد
“أنت فاشل”، “أنت فتاة غبية لا تصلحين للدراسة”، يتعرض الكثير من الطلاب لهذه الانتقادات باستمرار على مدار عامهم الدراسي؛ حيث أنها تعمل على هدمهم وليس تحفيزهم لزيادة تحصيلهم الدراسي، وفي الكثير من الأحيان تؤدي إلى الفشل بشكل فعلي.
تقول أستاذة علم النفس بجامعة الأزهر، مريم هاشم، إن التحفيز بطريقة الانتقاد المستمر ليس من الذكاء ولا يؤدي إلى الوصول نحو المثالية والتفوق، ولكنه في الغالب يجلب نتائج عكسية للطالب وولي أمره الذي ينتقده باستمرار.
النقد السلبي
وأشارت إلى أن النقد السلبي هو الإشارة والتعبير عن خطأ أمر ما ورفضه، وذلك بتوجيه ولي الأمر وتركيزه على النقاط السلبية التي قام بها الطفل، دون إخباره بما كان يجب عليه فعله.
وتابعت أن النقد السلبي يعتبر من أجل الانتقاد فقط وليس من أجل التصحيح، وقد يصحبه الشعور بالهجوم وتجاهل إيجابيات الطفل والتركيز فقط على الانتقاد وعدم التحكم بمشاعر الوالدين تجاهه؛ لأن هذا النوع من النقد يعتمد في الغالب على العاطفة أكثر من العقل والمنطق.
وأضافت أن الانتقادات السلبية لها أثار سلبية على الأولاد كبارًا وصغارًا، ذكورًا كانوا أو إناثًا، فهي تعمل على فقدانهم الثقة في النفس وانعدامها، وتؤثر على تحصيلهم الدراسي بشكل كبير وتجعلهم أشخاصًا غير ناجحين.
النقد الإيجابي
وبحسب أستاذة علم النفس، لا بد من توجيه النقد الإيجابي للأطفال، بهدف تصحيح أخطائهم، والمقصود بالنقد الإيجابي توضيح السبب الذي وُجه من أجله النقد، وأن يكون ذلك بأسلوب لطيف، بالإضافة إلى أن النقد يكون للسلوك وليس الشخصية وتوضيح السلوك البديل المرغوب فيه، مع التحدث مع الطفل حول تبعيات السلوك غير المقبول وفتح الباب للنقاش والتحاور.
نصائح للتعامل الصحيح
ونصحت أولياء الأمور بانتقاد السلوك وليس الشخص، فإذا كان الطفل يعاني من مشكلة في مادة العلوم مثلا، فبدلًا من قول: لا فائدة منك أنت ضعيف في هذه المادة، يمكن القول: يمكن لدروس العلوم الإضافية أن تساعدك.
وتقدير إيجابيات الطفل؛ فمن المهم التركيز عليها والتركيز على الأمور الجيدة التي يقوم بها، فمثلا إذا أنهى واجبه الدراسي ولكن خط يده كان بحاجة إلى التحسين، فبدلًا من قول: خط يدك سيء، يمكن قول: إنني سعيد بأنك أنهيت واجباتك المدرسية، ولكنك بحاجة إلى العمل بشكل أكبر على خطك.
