كتب: صلاح متولي

والله حين أردت ان أكتب هذا المقال لم أجد إلا قلم أحمر ومن قبل ذلك بساعتين تقريبا وقع في يدي بطريق الخطأ مادة باللون الأحمر ولم يستطع الصابون إزالة اللون الاحمر من يدي ومن قبلها كنت أفكر في كتابة هذا المقال ، لا أعرف كيف أصف كم الغضب من هذا التصريح المستفز للمتحدث الرسمي للخارجية الأثيوبية دينا المفتى عن بيع المياه من سد النهضه يقول هذا قبل مفاوضات الكونغو ، ليحكم عليها بالفشل قبل أن تبدأ ، أتذكر قصة حدثت معى منذ فترة ويبدو أنها تتكرر الآن فقد أعيانى فأر مكار لمدة يومين بطلت معه حيلتى فخرجت واشتريت مصيدة وبالفعل وقع هذا الفأر في المصيدة ، وبدأت المداولات في كيفيه قتل الفأر والتخلص منه ، فمن يقول نحضر ماء مغلي ونرميه عليه فعافت نفسي أن أفعل هذا ومن يقول نغرقه في الترعة فخرجت ويبدو أنه قد دار حوار في نفسي جعلنى أعدل عن هذه الفكرة وهو ” ماذا يقول الناس حين يروني ” أيمن جلجل يخرج من بيته مخصوص ليقتل فأر شئ فعلا يدعو للخجل ، يبدو أن هذا الحال يتكرر الأن مع الدولة المصرية التى أرهقها الفأر الاثيوبي ويبدو أن سيادة الرئيس القائد الاعلى لجيش مصر المهيب يشعر بالخجل ويتردد في نفسه مثلما تردد في نفسي ” ماذا يقول عنى الناس حين يروني ” أيقال خرج الأسد المصري من عرينه ليضرب فأر شئ فعلا محير ويدعو للخجل . لذا فإنى أناشد سيادة الرئيس ألا يشغل باله أو يتعب فكره بما يفعل فأر اثيوبيا ، فإن الذي كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون ، فإنسان طاهر اليد مثل سيادتك يحمل في عنقه هم أكثر من مائة وعشرين مليون نسمة بين مواطن ومقيم ولاجئ ، لا أحسب أن الله يضيعه ، نسأل الله أن يعينك على كل هذه الأعباء ، أمتنا العربيه كلها تعول على قوة مصر فلا تستجيب لاستفزاز الفئران ، أما رسالتى للأحرار والسياديين في بلادى وفي السودان ، وخاصة أحرار السودان الذين يقفون أمام فوهة المدفع فأقول ماذا تنتظرون ، حقيقة ماذا تنتظرون ، بلادكم يطلق الآن عليها سهم من خلفها فمن يتطوع ليفدى بلاده ويصد هذا السهم ولو بصدره ، يذكرني موقفكم السلبي هذا بقصة رائد في أحد الجيوش اتخذ موقف سلبي أثناء أحد المعارك فسأله قائده لماذا لم تتحرك وتفعل كذا وكذا فقال له لقد كنت أنتظر التعليمات فنهره وقال له لقد دربناك كل هذه السنين وحصلت على هذه الترقية لتعرف كيف تتخذ القرار المناسب دون الرجوع الى اي احد .
والآن نحن نعلم جميعا أن حكومات بلادنا دخلت كل هذه السنين في مفاوضات ولا تريد ضرب السد لأنها تعلم أن هناك من يتربص بها ويريد جرها الى حرب لاستنزاف قوتها ومواردها ، وقد رأينا كيف سقطت خمس جيوش عربيه بسبب مكر الفئران والثعالب ، فهل نسكت ونتخذ موقف سلبي حيال مكر الفئران هذا .
إن كتاب التاريخ قد علقوا أقلامهم بين أناملهم ووضعوا صحائفهم بين ايديهم وانتظروا ماذا تملون عليهم ، فأملوا اليوم عليهم من أعمالكم ما يترك في نفوسهم مثل ذلك الأثر الذى تركه في نفوسكم تلك الصحائف البيضاء لأولئك الأبطال العظام الذين يشرفون عليكم اليوم من علياء السماء لينظروا ماذا فعلتم في ميراثهم الذي تركوه ونهجهم الذي أبقوه فاهتكوا بأسيافكم حجاب الموت القائم بينكم وبينهم وقولوا لهم إنا بكم لاحقون وعلى أثاركم لمهتدون ، إن هذا اليوم له ما بعده فلا تسلموا أعناقكم لأعدائكم ، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرف لقتال أومتحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ، ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا يقطر الدم ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ، ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، ولا تهابوا الجيش وإن كبر سيهزم الجمع ويولون الدبر ، ولا تظنوا من ظاهر الأمر حلول البلوى إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى ولكن قاتلوهم قتال المستشهدين وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين ،
ولا تحسبوا انى أقول هذا من مصر لأغرر بكم وأناي بنفسى فسوف أنزل الى الخرطوم وابحث عن أكبر مسجد فيها
وموعدي معكم في أخر يوم جمعة من شهر رمضان المعظم بعد صلاة التراويح وسوف أعرفكم لأنكم سوف تكونوا ملثمين وسوف تأخذوني الى أقرب نقطة في السودان على مقربة من السد وتقوموا بتصويري وانا أطلق الطائرات المسيرة باتجاه البوابات الحديدية للسد فلا نرجع حتى ننقبه أو نهلك دون ذلك فنعطل اجراءات الملء الثاني للسد ولا يمكن لهم اصلاح هذه التلفيات الا بعد افراغ بحيرة السد من الماء . وإذا تم فتح تحقيق دولى فيمن فعل هذا ، فلا يجدون أحدا غيرى لأنكم كنت ملثمين وانا لا أعرفكم ، ولا ضير علينا إن واجهنا الميكافيلية بأي طريقة كانت ،
ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين
أما عن الطائرات المسيرة فبالطبع انا لن أنزل الى الخرطوم ومعى طائرات مسيرة ولكن اسرار تصنيعها لم تعد خافية على اي مهندس طيران مخضرم لذا أتمنى أن تقوموا بتصنيعها وتجهيزها من الأن
حتى إذا أتيت إليكم بدأنا في التجهيز للضربة وتحديد أنسب الاوقات وهو بالطبع قبل موسم الأمطار في اثيوبيا .
وان حدث لى مكروه أو وافتنى المنية قبل وصولي اليكم فافعلوا ما كنت أريد أن أفعله وصوروا أنفسكم بالفيديو ليعلم المجتمع الدولي أن الذين فعلوا هذا أفراد وليست الحكومة السودانية ، ونحن لا نريد أن تتحمل حكومة السودان اي عقوبات .
حفظ الله مصر والسودان من كل مكروه وسوء

Loading