كتب : مصطفى ابوالسعود

يهذب العلم النفوس ويصقل العقول للافضل ويحرر العقل والفكر من التبعيه فلا ينساق المتعلم لشخص يسلبه حريته في اختيار قناعاته وافكارة ورسم خططه وهدفه في الحياة حيث أن العلم هو النبراس الذي تهتدي به الأفراد والامم،.
اريد في هذا المقال أن أتحدث عن موضوع في غايه الأهمية الأ وهو “التعليم الالكتروني ” فما هو السبب المبطن للتحول السريع لبعض المؤسسات التعليمية من التعليم التقليدي الي الالكتروني هل لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة أما لاخفاقها في إدارة وتشغيل التعليم التقليدي فتلجأ الي التعليم الالكتروني من أجل أن تخفي هذا الفشل في توظيف هذه التقنية من أجل أن تشعر منسوبيها في الداخل والمجتمع المحيط بها أنها تسير وفقا لرسالتها وبما يحقق رؤيتها ،
انا لا اقصد بأن التعليم الالكتروني غير مفيد ولكن الذي يدعو للعجب التوجه الكامل نحو التعليم الالكتروني وإهمال شبه متعمد للتعليم التقليدي ، فلو كان هناك اهتمام متساوي لما منهما لهان علينا الامر، ولكن المبالغة في توظيف التقنية في التعليم أمر يجعلنا نتوقف ونبحث عن أسباب ذلك ، فبعض المؤسسات تواجه الكثير من الضعف في الكفاءة العلمية المؤهلة، بينما هناك تطور هائل في التعليم الالكتروني والبرامج الحاسوبية وهذا التناقض يصيبنا بالدهشة ، فتري البرامج وإدارات متكامله للتعليم الالكتروني واستثمارا متقدما في البنية التحتية وموارد تقنيه وأجهزة إلكترونية حديثه بينما هناك ضعف في جوهر عمل المؤسسات التعليمية ونقص في الكفاءة مما تسبب في بعد عن منهجية المدارس التي كنا نعرفها حتي إنك تشعر بالغربه في محيطك ، فالقيم الأكاديمية غائبه والقواسم الفاصلة المشتركة لم تعد همزة الوصل بين الأكاديميين ،
نحن نعرف أن المحور الاساسي والمحرك الجوهري للمدارس هو العنصر البشري وخصوصا “المعلم” أما بقية المكونات والتجهيزات فهيا شكلية وهيا بمنزلة اكسسوارات تزين بها برامج التعليم عندما يكتمل بناؤها ويري بريقها وتظهر قوتها ،ولو فرض وكان هناك نقص في الاكسسوارات من تعليم الكتروني ونحوه فهذا لا يضر ،وان حدث وتاخرت مؤسسة ما بعض الشئ في هذا المجال فلا أظنه سيغير شيئا في جودة التعليم، حيث أن هذه الاكسسوارات هي خدمات داعمة ومساندة لجوهر العملية التعليمية وليست بديلا له ، أما إذا كان هناك نقص في الكفاءات العلمية وانحراف واضح في برامجها فستصاب المؤسسة بالشلل التام ولن تقوم لها بعد ذلك قائمة.
ونؤد أن نقول للمؤسسات التعليمية التي تصر على هذا المنهج وتسابق الخطي في التعليم الالكتروني هذا لا يعني تحويل جذري من التقليدي للالكتروني فهذا التحول في الآليه وليس في جوهر العملية التعليمية ، فكل الذي يحدث هو أن المعلم بدلا من أن يقوم بالقاء درسه داخل القاعة أمام الطلاب يلقيها عبر برامج الكترونيه ، ولو كانت هذه هي فلسفة تطور التعليم لرأينا اعرق جامعات العلم أسبق منا في هذا المجال فها هي جامعة ستانفورد مازالت تستخدم السبورة والطباشيرة البيضاء وهذا لم يكن مانع من أن تصنف من اقوي خمس جامعات في العالم لمدة ثلاثة سنوات متتالية لأنها تستثمر في المعلم فقط باعتباره هو الأساس لهذه العملية .
هل تعلم أن المؤسسات التعليمية التي تسير بغير هدى الي المبالغة في التعليم الالكتروني أن له أضرار كبيرة على المديين القصير والطويل حيث أن التعليم الالكتروني لا يناسب الطلاب وخصوصا في المراحل الأولية من التعليم ،فا هولاء الطلاب يحتاجون الي من يقودهم في هذه البيئة ويعرفهم بما فيها من فرص وما تواجههم من تحديات وهذا ما لم يحققة التعليم الالكتروني
“واخيرا” نتمني أن تخطوا هذه المؤسسات خطوات إيجابية وأن تعمل على تطوير ذاتها ومن أعمالها التشغيلية والا تبتعد عن مجتمعها الي عالم افتراضي يفقدها وظيفتها الأساسية من أجل أن تخفي اخفاقاتها الحقيقة .

Loading