أصبح انتظام اليوم الدراسي في مصر أمراً شكلياً، حيث يعتمد الطلاب على الدروس الخصوصية بدلاً من التعليم المدرسي. بدأت المشكلة مع زيادة أعداد الطلاب دون توفير الموارد اللازمة، مما أدى إلى تقليص ساعات الدراسة وتقليل جودة التعليم. المدارس لم تعد مكاناً للتربية والتنشئة الاجتماعية، ففقد الطلاب فرصة تعلم الانضباط، احترام المواعيد، والمهارات الاجتماعية.

المدرسة كانت تشكل شخصية الطفل وتوحد تجربته مع أقرانه، لكنها الآن فقدت دورها التربوي بسبب اكتظاظ الفصول وقصر اليوم الدراسي. انعكس ذلك على دور المعلم، الذي تحول إلى مقدم خدمة يسعى لتحصيل دخل، وفقد شغفه بالتعليم. كما تأثرت الأسرة المصرية، حيث أصبح السهر وعدم الانضباط سمة يومية.

النتيجة جيل يفتقر للالتزام وإدارة الوقت، ويرى التقييم مجرد أرقام بلا قيمة حقيقية. الحل ليس في تغيير المناهج، بل في إعادة المدرسة إلى دورها الحقيقي بتوفير يوم دراسي كامل يعيد للطفل المصري طفولته ويؤسس شخصيته. إعادة المدرسة هي المفتاح لإحياء الأمل في مستقبل أفضل.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني