عبده حسن

أثارت واقعة حرق أربع كنائس في باكستان محرك البحث وغصب عدد كبير من المواطنين.

وقالت الشرطة الباكستانية إن آلاف المسلمين أضرموا النار في أربع كنائس على الأقل، وخربوا منازل مسيحيين بزعم تدنيس رجلين مسيحيين للقرآن.

وقال سكان، إن ما يصل إلى عشرة مبان مرتبطة بالكنائس في منطقة جارانوالا بشرق إقليم البنجاب تضررت أيضا، واحتجزت الشرطة أكثر من 100 متظاهر وفتحت تحقيقا في أعمال العنف.

وتقول السلطات إن الوضع لا يزال متوترا، لكنها تقول إنه لم ترد أنباء عن سقوط قتلى.

كما رفعت الشرطة دعوى ضد اثنين من السكان المسيحيين المحليين، لانتهاكهما قانون التجديف الذي يعاقب عليه بالإعدام.

وانتشرت مقاطع الفيديو والصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتُظهر حشودًا غاضبة تنزل على كنيسة، ويلقون قطعًا من الطوب ويحرقونها، وفي مقطع فيديو آخر، تعرضت كنيستان أخريان للهجوم وتحطمت نوافذهما بينما قام المهاجمون بإلقاء الأثاث وإشعال النار فيهما، وشوهد عدد من رجال الشرطة في مقاطع الفيديو وهم يشاهدون الموقف دون تدخل لوقف التخريب.

وفي أعقاب انتشار تلك الأحداث تظاهر أعضاء الجماعات المسيحية وغيرهم في كراتشي للتنديد بالهجوم على منطقة مسيحية من قبل حشد من المسلمين في شرق باكستان، فيما قال خالد مختار، وهو قس محلي ، إن معظم المسيحيين الذين يعيشون في المنطقة فروا إلى أماكن أكثر أمانًا، وأضاف حتى منزلي احترق.

الأزهر الشريف يدين

وخرج الأزهر الشريف استنكر الاعتداءات التي قام بها البعض على عدد من الكنائس شرقي باكستان، وأكد رفضه القاطع لمثل هذه الجرائم المنبوذة.

وأكد الأزهر في بيان له أن القرآن الكريم الذي يعتدى عليه من بعض المتطرفين المجرمين في ظل تخاذل بعض الحكومات هو ذاته الذي يأمر بالحفاظ على دور العبادة للمسلمين وغير المسلمين وحرم التعدي عليها بأي شكل من الأشكال.

وتابع الأزهر: ما وقع فيه هؤلاء المعتدون على الكنائس هو عين ما وقع فيه من أساءوا للمصحف الشريف، فكلاهما جرمية تنهى عنها الأديان والكتب المقدسة والأعراف الإنسانية والأخلاقية.

وأدان الأزهر تلك الأعمال الإجرامية الهمجية، فإنه يشدد على ضرورة محاكمة جميع المتطرفين المعتدين على المصحف الشريف وعلى الكنائس ودور العبادة، وينادي بضرورة اتخاذ كل التدابير التشريعية والقانونية والأمنية التي تضمن حماية مقدسات الشعوب وأماكن عبادتهم، وبما يضمن عدم التعرض لها بأي نوع من أنواع الاعتداءات التي تثير الفتنة وتغذي تيارات التعصب والكراهية.

مجلس حكماء المسلمين

كما أعرب مجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب، عن رفضه لما تم تداوله من قيام بعض المتطرفين بالإقدام على تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وما تبعه من قيام بعض المتطرفين أيضا بالاعتداء على عدد من الكنائس في باكستان.

وأكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية التي تدعو لاحترام مقدسات الآخر وعدم الاعتداء على دور العبادة.

وأوضح أن القرآن الكريم قد أكد ضرورة الحفاظ على دور العبادة وعدم الاعتداء عليها.

ووجه مجلس حكماء المسلمين نداء عاجلا للحكماء من الطرفين لضرورة وأد الفتنة ومواجهة خطابات التعصب والكراهية بالدعوة إلى الحوار والتسامح والتعايش المشترك والأخوة الإنسانية، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ باكستان وشعبها من كل مكروه وسوء.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني