أكدت جامعة الدول العربية، أهمية توحيد الجهود للقضاء على الأمية، وبذل المزيد من العمل الدؤوب وتضافر الجهود لمواجهتها في الوطن العربي.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتي ألقاها مدير إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بالجامعة الوزير المفوض الدكتور فراج العجمي اليوم الأربعاء، في احتفالية “اليوم العربي لمحو الأمية، تحت شعار”لحياة كريمة..اقرأ واكتب”، والتي أقيمت بالتنسيق، والتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بجمهورية مصر العربية.
وأشاد الدكتور العجمي، في كلمته، بجهود جمهورية مصر العربية في مكافحة الأمية على المستوى الداخلي والعربي والعالمي، وتميزها المستمر والدائم في دعم هذا الملف، والتحدي الذي يعيق الجهود العربية نحو التقدم والتنمية.
وقال” إنه رغم ما تبذله الدول العربية من جهود كبيرة وما نفذته من مشروعات وبرامج وحملات وطنية طوال الفترة الماضية، فإن الأمية مازالت تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الوطن العربي، حيث إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يمر بها الوطن العربي، بالإضافة إلى النزاعات والصراعات المسلحة، خاصة خلال الفترة الحالية مع الحرب والهجمات الإسرائيلية الغاشمة التي تتعرض إليها دولة فلسطين، تؤثر على الوضع التعليمي بشكل عام”.
وأكد أن الأمر يتطلب تعاوناً مستمراً بين حكومات الدول العربية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لمعالجة هذه التحديات المعقدة التي تعوق محو الأمية في الوطن العربي، وذلك من خلال العمل على تحسين البنية التحتية التعليمية والاستثمار في برامج محو الأمية ومحو الأمية الرقمية، ونشر ثقافة القراءة، وأهمية التعليم مدى الحياة، وتعزيز محو أمية الإناث وتشجيع المجتمعات على المشاركة في مبادرات التعليم ومحو الأمية وغيرها من المبادرات.
وأكد أن جامعة الدول العربية تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية بمحو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي على بذل كل جهد من أجل القضاء على الأمية، منبها إلى أن التحدي لا يمثل العمل على محو الأمية الأبجدية والإلمام بمبادئ القراءة والكتابة والحساب فقط، ولكن يتضمن هذا التحدي العمل على محو الأمية الرقمية والثقافية، وصولا إلى مجتمع المعرفة. وأشار إلى أنه في هذا الإطار اعتمدت القمة العربية المبادرة التي أطلقتها جمهورية مصر العربية خلال الدورة 25 للقمة العربية، التي انعقدت بالكويت عام 2014 إعلان العقد الحالي عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي، وذلك من خلال اعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات “2015 – 2024″، كما عقدت الأمانة العامة الجامعة الدول العربية بالتعاون مع شركاتها من الدول العربية، والمنظمات الإقليمية والدولية، وكذلك منظمات المجتمع المدني، اجتماعات للجنة التنسيق العليا للعقد العربي لمحو الأمية.
وأضاف أنه تم عقد الاجتماع التاسع للجنة التنسيق خلال شهر ديسمبر الماضي 2023 وحرصاً من الدول على تحقيق محو الأمية، طالبوا بتمديد العقد لعام 2030، مشيرا إلى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لم تغفل أبناء الوطن العربي الذين تضرروا من الأزمات والنزاعات، من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم مع شركاتها من الهيئة العامة لتعليم الكبار بجمهورية مصر العربية، والمنظمة الكشفية العربية، ومركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار “أسفك بسرس الليان”، بحيث تم استدعاء بعض القادة الكشفيين من أماكن النزوح وتدريبهم، ومنحهم شهادات اجتياز دورات متخصصة في محو الأمية لتأهيلهم لتعليم وتدريب زملائهم من القادة الكشفيين في أماكن النزوح ليقوموا بدورهم بتولي مسؤولية محو أمية اللاجئين والنازحين العرب في أماكن النزوح ومعسكرات اللجوء في الوطن العربي.
وجدد “العجمي” دعوة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لدولها الأعضاء كافة، والمنظمات الإقليمية والدولية للتعاون المشترك لتعزيز الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة الأمية في الوطن العربي، والتي تعد العائق الأكبر أمام تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
ونظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية احتفالية باليوم العربي لمحو الأمية تحت شعار”لحياة كريمة…اقرأ واكتب” بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بجمهورية مصر العربية بصفتها الدولة صاحبة مبادرة إطلاق العقد العربي لمحو الأمية، والذي اعتمدته القمة العربية خلال الدورة 25 التي انعقدت في الكويت عام 2014 وذلك بإعلان العقد الحالي عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي واعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات “2015-2024”.
وتضمنت الاحتفالية عقد جلسة حوارية بمشاركة أساتذة الجامعات والخبراء المتخصصين في مجال تعليم الكبار حول شعار الاحتفالية “لحياة كريمة..اقرأ واكتب” وأن محو الأمية لا يجب أن يقتصر على الأمية الأبجدية فقط ولكن يجب أن يهتم كذلك بمحو الأمية الرقمية.
يذكر أن العالم العربي يحتفل في الثامن من يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الأمية، والذي يأتي فرصة للتذكير بهذا التحدي الذي يعيق الجهود العربية نحو التقدم والتنمية، ويسلط الضوء على أهمية توحيد الجهود العربية بهدف القضاء على الأمية والدعوة إلى بذل المزيد من العمل الدؤوب وتضافر كافة الجهود الوطنية والإقليمية والدولية وابتكار أساليب غير تقليدية قادرة على المواجهة الشاملة للأمية.