الجريمة بين الأسباب وتغليظ العقوبة
بقلمي: جمال القاضي
إنتشرت في الفترة الأخيرة الجرائم ، لتأخذ أشكالا عديدة ، في تطور غير مسبوق من التقليد والإبداع ، مابين قتل وإعتصاب وتجارة للمخدرات والترويج لها ، مابين خطف وتجارة للأعضاء البشرية والتخطيط لها ، فهاجت القلوب وأدماها الوجع والحزن على من كان ضحية لهذه الجرائم ، ويبقى الجاني حرا طليقا يصبح بريئا لضعف العقوبة وعدم تناسبها للجريمة ، أو لثغرات في القوانين راح يتلاعب بها من يقوم بالدفاع عن الجاني والمجرم ، مستخدما في دفاعه كل الحيل التي توجد في هذه الثغرات للقوانين .
لكن ماهي الأسباب التي أدت إلى شيوع مثل هذه الجرائم في مجتمعنا المعاصر ؟
أولا : تلك المشاهد التي إنتشرت في الأفلام والمسلسلات ، والتي راح الكثير من شبابنا المدمن الغير واعي يقلدها بكل تفاصيلها ، ظنا منه أن مثل هذه المشاهد إن طبقت في الواقع والحقيقة ، لوصف بالرجولة ، لنرى معه ومعكم في هذه الأفلام مشهدا فيه البطل يستخدم أسلحته البيضاء ، من الصنج والسكاكين والساطور والخنجر وغيرها من هذه الأسلحة ، يستخدمها ليظهر فيها قوته وسطوه على أهل شارعه ، ليرهبهم بها ويبقى في نظرهم الأقوى والمسيطر والمهيمن عليهم ،
مشهدا آخر من الدعارة الدرامية ، يجلس فيها البطل وسط حانات الخمور بين النساء والغانيات الاتي يتمايلن أمامه ثم يصحبهن إلى منزله لفعل الفاحشة والزنا معهن ، والسؤال هنا : ماهو الهدف الذي كان من ذلك ؟ ليس هناك جوابا سوى التربح والحصول على الكثير من المشاهدات التي يحصد من ورائها المنتج الكثير من الأموال ، ونشر الرزيلة في مجتمع تخلى عن تقاليده وعاداته التي توارثها من الأجيال السابقة والتي كانت تحرص كل الحرص على شرف الأنوثة وعدم النيل من عرضها إلا بالطرق التي شرعها الله في الأديان بالزواج منها حفاظا على شرفها ومكانتها وكرامتها كجوهرة يحملها الرجل ومن واجبه المحافظة على هذه الجوهرة .
ومشهدا غيره : نراه كثيرا على صفحات اليوتويب ، وهو مشهد خطف السيدات والفتيات بطرق غريبة راح من يمثلها البطل لهذه القنوات ، قاصدا إظهار إبداعه في طرق الخطف ، وكذا حصاد الكثير من الأموال من تلك هذه الأعمال السيئة .
ومشهدا غريبا فاق كل المشاهد وهو تجارة المخدرات وإدمانها ، حملته إلينا أفلام السينما الهابطة ، ليقلدها شبابنا العاطل ، مابين تجارة وترويج أو تعاطي وإدمان ، تجارة يصبح فيها فريسة سهلة يسيطر عليه فيها الكبار من هؤلاء التجار ، منفذا فيها كل مايطلبون منه وإلا يكون عقابه القتل ، من أين كانت المشاهد هي الآخرى ، لم تكن بعيدة عن الرؤى والمشاهدة للمشاهد والأحداث التي كان بتلك الأفلام ، فانتشرت التجارة لهذه المخدرات بين العاطلين ، وانتشر الإدمان بين الأثرياء والفقراء من ضعاف الضمير .
وعن خطف الفتيات واغتصابهن ، وعن خطف الأطفال وبيع أعضائهم ، فهذه جريمة جعلت الخوف يتسلل إلى قلوب الكثير من الآباء والخوف على صغارهم وكبارهم من أفراد أسرهم ،
فغاب الأمان في شارع كان يتصف بالأمان منذ زمن ليس بالبعيد . في مشهد لمسلسل الحياة اليومية .
ولهذه الأسباب وغيرها ، والتي جعلت كل القلوب والعيون دامعة ، حين ترى وتشاهد تلك المشاهد المآساوية ، وشريطا لاتنقطع معه تلك الدموع ، وخيطا ممدودا لانعرف له نهاية من تفشى الجريمة بتعدد أشكالها ، مما جعلنا في حاجة لأن نعيد النظر مرة آخرى في العقوبات التي نصت عليها القوانين ووضعها الدستور والتي كان من هدفها الأول هو أن يعيش الفرد في مجتمعه ممارسا حياته اليومية بكل حرية دون ترويع لأمنه أو الجور على حقوقه المشروعه .
ولذلك ، مطلوب تعليظ العقوبة في كل هذه الجرائم السابقة ، لتكون عقوبة الإعدام لكل الصنوف الآتية :
مطلوب إعدام فوري وفي ساحة عامة لكل صاحب قلم أو مؤلف ، أو مخرج أو منتج ، أو ممثل يرضى بالمشاركة في أي عمل سينمائي أو تلفزيوني يحمل في مشاهده مشهدا يدعوا للرزيلة ، أو الخطف ، أو القتل ، أو الترويج لتجارة للمخدرات ، أو تعاطيها .
مطلوب إعدام لكل من يثبت تعاطيه للمخدرات في وسائل المواصلات بشتى أنواعها ، لأن تعاطي هذه المخدرات سوف يؤدي في النهاية إلى الوصول به وبلا وعي إلى واحدة من هذه الجرائم .
مطلوب إعدام فوري لمن تم تصويره بالقيام بأحد هذه الجرائم في الشوراع ، فهذا يعد دليل إثبات على جريمته دون الحاجة لشهود غيرها لتثبت جريمته وتصبح خير شاهد عليه .
مطلوب إعدام لكل تاجر للمخدرات ، يضبط متلبسا بجريمته ، وليس بالسجن المؤبد أو المشدد ، لنقطع الطريق عن غيره ممن تسول لهم أنفسهم بإستمرار السير في هذا الطريق.
مطلوب إعدام ، لكل من ينشر أو يدعو للرزيلة في قنوات التواصل الإجتماعي والتي يشاهدها الكثير ، لأنها تؤدي في النهاية إلى إنتشارها في الواقع مقلدين كل مافيها ، وبالتالي تشيع الفاحشة بين أفراد المجتمع .
مطلوب كاميرات تصوير تنتشر في الشوارع وكل الميادين العامة ، والطرق ، على أن يكون ذلك متصلا بغرف عمليات لوزارة الداخلية وفرق التدخل السريع ، ترصد التحركات الغريبة والتي قد تشير إلى وقوع جريمة ، وبذلك نقضي عليها قبل وقوعها والقبض على مرتكبيها في الحال ومعاقبتهم طبقا للقوانين .
مطلوب مراجعة لكل الأعمال الفنية ، من دراما ومسلسلات وسينما ومابها من أفلام وحذف كل مايدعوا فيها للجريمة أو يرى أنها غير هادفة أو تفسد الأخلاق ، فهذا يجعلنا نحافظ على مابقى من عاداتنا وتقاليدنا وأصولنا العريقة .
مطلوب إستحداث وخلق فرص عمل جديدة تستوعب كل الشباب حتى نقضي على أوقات فراغهم والتي يبدع فيها العقل في التفكير في الجريمة والذهاب إلى أسبابها .
الجريمة بين الأسباب وتغليظ العقوبة