متابعة _ عبدالرحمن شاهين

“شاب في السابعة والثلاثين من عمره، حاصل على الدكتوراه، ومعلم بمدرسة دولية، غني، يمتلك شقة في كمباوند بالتجمع الخامس، وسيارة فارهة”، هذه ليست مواصفات عريس ولكنها معلومات أولية عن سفاح، سلخ جلود 4 فتيات، بعد أن جلدهن بـ”كرباج”، وقديدهن بالحبال، ومارس معهن الجنس، قبل وبعد الموت، داخل غرفة معزولة الصوت.

شهادة دكتوراه في علم النفس حصل عليها المتهم (كريم) ، تفسر لنا كيف تمكن من السيطرة على نفسه وعلى من حوله بسهولة، وهو ينفذ سلسلة من الجرائم دون أن يشعر به أحد، في الوقت الذي يستطيع أيضا تجسيد شخصية مختل عقليا، ليقنع الأطباء النفسيين بأنه مجرد مريض يستحق الشفقة، ويحصل على البراءة.

بالقبض على سفاح التجمع والكشف عن ضحاياه من النساء وأقوال الشهود، انتهى الفصل الأول من قصة سفاح التجمع، لكن الفصول التالية تحمل عناصر مشوقة أكثر، هناك اعترافات لطليقته وابنه، وسر اختياره لفتيات الليل، وولعه بالبندقية الأمريكية (M16) التي رسمها كوشم على ذراعه، والبلد الأجنبي الذي حصل على جنسيته، متى وكيف ولماذا؟

ألغاز وتفسيرات

كلما تم الكشف عن لغز في جرائم السفاح، تتولد ألغاز جديدة، ما يجعل الفتي الأسمر حليق الرأس بنظارته السوداء يزداد غموضا، ما يلقي العبء على الأجهزة الأمنية بعمل تحريات مكثفة لفك تلك الشفرات، وربط المعلومات من أجل أن تتضح الصورة المظلمة شيئا فشيئا.

لم يكن كريم متشدد دينيا، ليتخصص في قتل فتيات الليل، بدليل أنه مارس معهن الجنس (حسب اعترافه)، ليس قاتلا أجيرا يرتكب جرائمه من أجل المال، الرجل ميسور الحال ويعيش في كمباوند، ولديه سيارة فارهة، ليس جاهلا ليتأثر بأفلام الرعب، فهو حاصل على دكتوراه في علم النفس، وليس مهووسا بالشهرة، بل يفضل اخفاء نفسه عن الجميع.

مزق كريم دون أن يدري سيناريوهات الأفلام والمسلسلام العربية التي تتحدث عن السفاحين، وقرر أن يكتب قصة مختلفة، بعناصر أكثر دهشة، بل تفوق على أفلام هوليوود التي لابد أنه شاهدها جميعا، ليقرر في النهاية أن تكون له بصمته الخاصة في عالم الجريمة.

تلميذ جيري هيدنك

شبه كبير بين كريم سفاح التجمع و نظيره الأمريكي جيري هيدنك، الأخير أيضا كان يأتي البغايا إلى منـزله ويقيدهن في طابق تحت الأرض بالسلاسل ويغتصبهن كعبيد، ويعذبهن عاريات بالتعليق في السقف من الأيدي أو بالصعق الكهربائي (أعدم عام 1999)، إلا أن كريم لم يكن في حاجة إلى قبو تحت الأرض، فهو يستطيع أن يعزل الغرفة عن الصوت بوسائل حديثة.

عملية الإعدام مع كليهما تبدأ بمجرد اختيار الفتاة، ليتم عقابها بالجنس الذي اختارته كوسيلة لـ”أكل العيش”، ليتحول إلى وسيلة إعدام، التلميذ المصري مضى على خطوات أستاذه الأمريكي.

جيري هيدنك

هل هي صدمة؟

الحكم المطلق بأننا مجتمع مسالم تصدمه مثل تلك الجرائم في حاجة إلى مراجعة، فالصدمات تتوالى من الجرائم البشعة التي يتم ارتكابها يوميا، وتزخر بها صفحات الحوادث في الجرائد والمواقع.

عشرات الجرائم الخطيرة والتي وصفت بالغريبة عن المجتمع المصري وقعت خلال الفترة الزمنية الأخير مثل: سفاح الجيزة، ونيرة أشرف، وطفل شبرا، بينما تكرارها، يكاد أن يحولها إلى حوادث عادية!

لدينا أيضا سجلا حافلا بالسفاحين الذين ظهروا في فترات متعاقبة مثل الأختين ريا وسكينة المتخصصتين في دفن السيدات بعد سلي مصاغهن في الإسكندرية، ومحمد منصور المعروف إعلاميا بـ”الخط” أشهر السفاحين فى تاريخ مصر، وسفاح كرموز “سعد إسكندر عبد المسيح” الرجل الذي أثار الرعب فى مدينة الإسكندرية.

وتضم القائمة أيضا عيد بكر سفاح الصعيد الذى اتهم بقتل 56 ضحية، ومصطفى خضر” الذى عرف وقتها باسم سفاح روض الفرج، وظل بعيدا عن قبضة القانون حوالى 15 عاما، ورمضان عبد الرحيم المشهور بالتوربينى، المجرم المعروف بقتل أطفال الشوارع بعد اغتصابهم، ‏( 32 طفلا)

الجديد في سفاح التجمع الخامس أن دوافعه ليست معروفة (حتى الآن)، ما يجعله طبقا طازجا، وشهيا وصالحا للتناول في المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام، مثل طبق السمك الذي كان يكافئ به نفسه بعد كل جريمة

 

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني