قال زعيم ما تسمى بجبهة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، إن الهدف من التحركات الأخيرة في سوريا والسيطرة على المدن هو في نهاية المطاف الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، قال الجولاني: “عندما نتحدث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة هو إسقاط هذا النظام.. من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف.. لقد كانت بذور هزيمة النظام موجودة دائما في داخله… حاول الإيرانيون إحياء النظام، وشراء الوقت له، وبعد ذلك حاول الروس أيضا دعمه، لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام مات”، بحسب تعبيره.
واعتبرت “سي إن إن” أن حوارها مع الجولاني “بمثابة تغيير جذري للخطاب المتشدد الذي استخدمه خلال أول مقابلة متلفزة له على الإطلاق في عام 2013، عندما أجرت قناة الجزيرة مقابلة مع وجهه في الظل، وفي ذلك الوقت، ركزت تصريحاته على تعزيز فرع تنظيم القاعدة في سوريا”، بحسب تعبيرها.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن الجولاني طرح، الخميس، “رؤية مختلفة للبلد الذي مزقته الحرب، وفي علامة على محاولته تغيير علامته التجارية، استخدم علانية أيضًا اسمه الحقيقي لأول مرة – أحمد الشرع – بدلا من الاسم الحركي الذي يُعرف به على نطاق واسع”، وفقا لوصفها.
وخلال الحوار مع الشبكة، أصر الجولاني على أنه “ليس لدى المدنيين ما يخشونه في إدارة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا”.
وأضاف: “الأشخاص الذين يخشون الحكم الإسلامي إما أنهم رأوا تطبيقات غير صحيحة له أو لم يفهموه بشكل صحيح”، وتصور أنه “إذا نجحت قوى المعارضة في الإطاحة بنظام الأسد، سيتحول إلى دولة حكم ومؤسسات وما إلى ذلك”، على حد زعمه.
وقالت ما تسمى بجبهة تحرير الشام إنها “تعمل على طمأنة المدنيين والجماعات التي عانت من الاضطهاد على أيدي الجماعات المتطرفة في الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد من الزمن في سوريا”، مشيرة إلى أنها “بذلت قصارى جهدها لتخبر المسيحيين والأقليات الدينية والعرقية الأخرى علنًا أنهم سيعيشون بأمان تحت حكمها”، بحسب ما نقلته “سي إن إن”.
وأوضح الجولاني – عندما سئل عن المخاوف على سلامتهم: “كانت هناك بعض الانتهاكات ضدهم [الأقليات] من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا.. لا يحق لأحد أن يمحو مجموعة أخرى”، مضيفا أن “هذه الطوائف تتعايش في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها”، بحسب وصفه.
كما عارض الجولاني تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، واصفا إياها بأنها “سياسية في المقام الأول، وفي الوقت نفسه، غير دقيقة”، معتبرا أن بعض الممارسات المتطرفة خلقت انقساما بين هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة.
وادعى أنه يعارض بعض الأساليب الأكثر وحشية التي تستخدمها الجماعات المسلحة الأخرى والتي أدت إلى قطع علاقاته معهم، وأنه لم يشارك شخصيا قط في الهجمات على المدنيين، بحسب تعبيره.
وأعرب الجولاني عن رغبته في خروج القوات الأجنبية من سوريا، وتوجد حاليا قوات من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران بالإضافة إلى وكلاء إيرانيين في البلاد، وأضاف: “أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل المشكلة، ولن تكون هناك حاجة لبقاء أي قوات أجنبية في سوريا”، على حد تعبيره.
وأضاف: “سوريا تستحق نظام حكم مؤسسي، وليس نظاما يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية”، على حد زعمه.
وتابع الجولاني: “نحن نتحدث عن مشروع أكبر، نتحدث عن بناء سوريا.. هيئة تحرير الشام مجرد جزء من هذا الحوار، وقد تتفكك في أي وقت، إنها ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة: مواجهة هذا النظام”، بحسب تعبيره.