بقلم: زكريا كرش

وهكذا ستظل أحلامنا تنقرض وتموت يومََا بعد يوم ومكتوب لنا أن نشاهد فقط لا غير والذنب أننا ولدنا في وطن يقصيك من حقوقك وأنت ما زلت في بطن أمك.
أحلام ذهبت أدراج الرياح وأبسط الحقوق معدومة.
نشاهد، ومحرم علينا الممارسة، نستمع وغير جائز لنا الكلام، نحلم، وصعب الوصول لأحلامنا رغم بساطتها.
كلما تحتاجه لتحقيق حلمك هي آذان صاغية ووطن يتسع للجميع، وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية، والعمل بجد، وتسهيل الصعاب أمام المواهب الشابة في شتى المجالات.

أحلامنا صغيرة مقارنة بأحلامهم لكن ماذا عسانا أن نعمل ففي وطني الحلم جرم، وتحقيقه صعب المنال.
ولو أنه كان في قلبك إصرار، وعزيمة فمعى الأيام سينتهي فبعض الأحلام لها صلاحية إنتهاء مع مرور الزمن.
ستقاوم، وتقاوم من أجل تحقيق حلمك، ولكن دون جدوى فقد يتم إعطاءك ألف عذر حتى تمل من حلمك، ونسانه، والختم عليه خطر ممنوع الاقتراب منه !!!
يخجل حلمك من نفسه لصغر حجمه، وتخجل أنت من نفسك لاصرارك على تحقيقه في بلد أبسط حقوقك معدومة فكيف بحلم يراه الكثير كبير رغم بساطته.

هنا ليس لديك سوى أن تموت مع أحلامك، وتدفن معها أو البحث عن مهنة أخرى تبعدك، وتلهيك عن حلمك العنيد رغم جماله، والاكتفاء بالمتابعة والمشاهدة.
ليس عيب أن تعزم الرحيل عن موطنك إلى بلد بها الحقوق موجودة وإن صرخت تكون صرختك موجودة، ولكن الرحيل عن موطنك ليس بالأمر السهل فقد تتبخر أحلامك وأنت ما زلت تبحث عن وطن تستقر به لتحقيق بعض من أحلامك الصغيرة.

فمثلََا أنا تبخرت أحلامي وولت ونتهت !!
ستة أعوام وبلدي في حرب منها أربعة أعوام وأنا خارج الوطن أبحث عن ملاذ للهجرة آملَََا أن التقي بحلمي العنيد وأحققه.
ستة أعوام كانت كافية لإنها حلمي الجميل.
ستة أعوام أنهت حلم مداعبة تلك المستديرة كما كنت أتمنى
ستة أعوام دمرت حلمي الذي كنت أبنية وأنا بعمر العاشرة ستة أعوام، وقبلها عدة سنين حطمت حلمي الصغير، وحطمت أحلام الكثير غيري.

لم أعد أستطيع مواصلة حلمي فقد أنتهى وأنا أبحث عن وطن لكي أحقق عليه حلمي الصغير.!
لم يعد بإمكاني تحقيق حلمي كما كنت أتمنى، ولكن بإمكاني مشاهدته فقط، ومداعبته كما يداعب العجوز حفيده فأنا كبرت، وفي قانون المستديرة لا يدخل المسنين الملاعب إلا للمشاهدة، والتشجيع أو لإلتقاط صورة تذكارية لعينة.
كم هو مؤلم عندما ترى غيرك يداعب معشوقتك أمام عينيك وأنت لا حول لك ولا قوة تعشقها ومجبر على متابعتها رغم الألم.
اغمضوا أعينكم وتخيلوا الموقف معي لتعرفوا حجم الألم الذي أعيشه منذوا سنين تخيلوا رغم هذا ما زلت أعشقها، ولم أستطع التخلي عن مناظرتها وأن انكهني الشوق لها اذهب وأداعبها سرََا وأعود للمنزل منهكََا حزينََا بقلبي خيبة لأنني لا أستطيع مداعبتها كالبقية، وكما كنت أحب.

نعم ما زالت لدي القوة للعب، والممارسة ولكن في مربع محجوب، ومنصة خالية من الجمهور بعيدََا عن الشهرة بالمختصر رياضة لحرق الدهون، والحفاظ على الصحة ليس أكثر. !!
تبخرت أحلامي لكن بتخرها جعلتني قوي العزيمة والإرادة.
نعم ضاع حلمي، ولكنني مؤمن بأنه ليس لي نصيب في تحقيقه، ويبقى الأمل في غيره لهذا سأكتفي بمشاهدته من بعيد.
أحلامنا لم تكن مستحيلة، ولكن البيئة، والوطن الذي ولدنا وترعرعنا عليه ليس مناسب لتحقيق أي حلم فأحلامنا في وطني العيش بسلام وسد جوعنا وإيجاد وظيقة وشراء لأبنائنا أقلامََا، وكراسة هذه هي أحلامنا الأساسية. !!!

ملعونة الحروب وتبََا لأحلامنا العنيدة التي أبت أن تتحقق.

وداعََا حلمي الجميل فليس لي نصيب في تحقيقك ليس بيدي الآن إلا مشاهدة من استطاعوا الوصول إليكِ أيتها المستيديرة فأنا ليس لي حق بالاقتراب منكِ ما أنا الا عاشق حاول معانقتكِ فلم تسمح له ظروف الحياة بذلك.

وداعََا حلمي العنيد فقد فقدت الأمل بتحقيقك عندما اقتربت من المرءآة فسرحت شعري فتفاجأت أن هناك شعيرات بيضاء بدأت بالظهور، وشعيرات سوداء اختفت، وبعضها ذبلت ك الزهور، وتجاعيد على وجهي قد تشكلت كالسطور عندها عرفت أنني قد كبرت عليك فلم يعد بأماكني معانقتك، وتوجب علي صرف النظر عنك فالعمر مضى، وصار من المستحيل معانقتك !!!

لم انتبه أنني أضعت عمري وأنا أحاول الوصول إليك أيها العنيد، ولكن رغم هذا كله ما زلت أعشقك حد الجنون أي عشق هذا وأي جنون لمداعبة تلك المستديرة.

مضى كثير من الزمن وأنا أبحث عن وطن فوطني غزته الحروب وعليه حلمي أندفن.

ابلغوا تلك المستديرة أنني اعشقها حتى الثمالة رغم غدرها بي.
قولوا عني مجنون قولوا عني ما شأتم ولكنني عاشق أحببت بصدق فهي معشوقتي منذو نعومة أظافري.

ودعََا حلمي الجميل.
وداعََا حلمي العنيد
وداعََا وداعََا.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز