بقلم: وليد جاسم القيسي

غريزة الابوه الطموح للولد ان يكن
رجل أمه.
والحنان الفطري ان يصبح فلذة الكبد صوره للوالد.
فالمهني يحلم ان يرث وريثه ذات المهنه
والسياسي يؤسس لخلفه دور المؤسس
والقائد الحزبي يتحزب لولده دور القياده الحزبيه
والكل يؤيد الجمهوريه لكنهم يسلكون
الوراثه الملكيه
يشتركون بالخطاء المشترك الذي يعكس سلباً على الخلف والسلف
وعلى المجتمع الموروث بالتقاليد السائدة البائدة !!
والمعروف ان اولادنا الان ليس كما كنّا زمان
يختلفون في الرغبات والطموحات والتطلعات من مكان لمكان
بين ايديهم وسائل وبرامج فنيه – علميه تقنيه تخلو من فايروس التقاليد القبليه
والطبقية .
هم في ود مع ذويهم في الامور الماديه
وفي ضد معهم عندما يفرض عليهم آراء فوقيه قهريه
الواقع يفرز مستوى جيل عن جيل
والحقيقه تبرز استحالة تطابق سلوك جيل لجيل
آباؤنا غير أجدادنا
ونحن لسنا كآبائنا
ولا اولادنا مثلنا
وكذا الحال مع احفادنا
فالضغط على من تود يولد التنافر
والقوة في هذا الشأن تولد التناحر
والجدل مبعث للزلل
ويؤدي الى خندقة الولد
وبعثرة التلد
في متاهة الضوء والحسد
والى مفترق طرق لم تعد ولم تطرق
فالوالد لابد ان يتطلع لولده من موقع الابوه
لا من موقع الهيمنه والقوه
والولد ينبغي ان يتطبع لتطلع الوالد
من موقع الابن البار
لا من موقع تعجرف الصغار

اما الام هي مدرسه السلم
—————————.
ادركت الخطوره بين علاقة الوالد والولد
هيأت لهما لعبة الخيال والحلم
وضعت فوق رأسيهما خوذه ذات نظارات البعد الثلاثي وبدات اللعبه
دخلا غابه كثيفه هم أبطالها
واجها من البدايه حتى النهايه خطر
وحوش الغابه
وبدأ الصراع وبدأت حاجة احدهما في جوله اخرى وتستمر عدة جولات في عدة اماكن حتى تفرقا بسبب جولات
القتال ثم التقيا مجهدين عند نقطة مفترق طرق الغابه
( يسار – وسط-يمين) دمل جراح احدهما الاخر وفكرا مغادرة الغابه
واستبد كل منهما برأيه واختلفا مرة
اخرى في اتخاذ المنفذ السليم للخروج
من هذه المحنه
فأخذ الوالد مسلك اليمين
وسلك الولد مسلك اليسار
وواجها نفس المخاطر والانهيار
حتى نكصا ادراجهما الى ذات النقطه
وأدركا ان طريق الخلاص هو( طريق الوسط) مسلك التوافق الذي أنقذهما
من وحشة الغابه وشدة الصوط والسياف.
وانتهت اللعبه
وقد فاق الوالد وأدرك بان فرض الرأي بالقوه على الولد ( خطاء شائع)
وفاق الولد وشعر بأن الذي أنقذه هو ذاك الأب الذي يغفر ويستغفر
وأدركا ان الصعاب مهما بلغت اذا
اتفقت الاراده تهون وتذلل .

وليد جاسم القيسي

Loading