بقلم : شيرين عصام الحلو

في دنيا انتشرت بها الجور و الظلم و قله الحياء و خلف الوعود و الخذلان و الكذب بل انها اكثر جريمه من الخيانه ، اصبح الناس يكذبون ليل نهار لاعذار اقبح من الذنب ، لا يهمهم سوي غايتهم الغير شريفه ، لا يفرق معهم ان اكتشف الطرف الثاني الامر ام لا ، كل منهم يختال نفسه الضحيه يبرر لنفسه سوء فعله بكلمات غير متوازنه يكشفها الخداع و مكر الثعالب ، لا ادعي المثاليه ولا اراها في نفسي و لكني لا اخاف الا انا انام و ضميري مخطئ بحق احدهم ، اظل احاسب نفسي الي الصباح ان تسببت بحزن شخصا دون ان اقصد ، اتحسس جروح او ندوب سببتها للاخرين لاداويها في الصباح ، كيف للانسان ان يعرف مقاصده السيئه و يكمل فيها دون رجوع ، كيف لم يعد للانسان ضمير يفكر به قبل عقله ، لا يعلم ان الدنيا دين و يدور الي ان توفيه الايام ، كيف حال الامر هكذا ، الرجل يكذب علي اقرانه وهو يعلم في قراره نفسه انه لن ينجو بكذبه و لكن يستمر و اصحاب الاعمال المشبوهه يكذبون لجمع المال علي ظاهر خداع بطريقه سرد عجيبه و تمازج الامور و تحليه الكلام للوصول لغايتهم ، واصبح من هم ينشرون الاكاذيب لينالوا شهره واسعه اسمها التريند ،،، كلهم اصبحوا مجانين بالكذب ، و اشباه الرجال يواعدون الفتيات ضعيفات النفس سريعات الثقه لواقعوهم و يتركوهم ، او يدخلون بيوتهم ليتقدموا لخطبتهم لينالوا منهم اشياءا اكثر من ذلك تحت مسمي الحب الزائف كلها اشكال للكذب تعددت الوجوه و الغايات و الكذب وجها واحدا لا تغيره المبررات مهما كانت ، لا احد معصوم من الخطأ و لكن كل الاخطاء تغفر الا الكذب ، و المؤسف في الامر ان الصادق يكذب و الكاذب يصدق ، حتي اذا رأيت شيئا واردت ان تذكر ما فيه من صدق كذبت و طردت و اصبحت مكروها و اذا ذكرت الكذب مجدوك و كرموك و رفعوا مقدارك ، بكل اسف كبير لم نعد نحترم انسانيتنا ، لم نعد نحترم بعض مشاعر بعض لم نعد نرحم بعض ، اتذكر يوما حين سردت لي صديقتي انها ظلت تحب شابا لخمس سنوات و تطلب منه في كل سنه ان يتقدم لخطبتها و هو يجزم انه ليس معه نقود مراسم الزفاف و غيره لتعرض عليه الفتاه ان تساعده لانها من اصالتها ان تقف بجانب من تحب الي ان يساعده الله ليخطبها و في كل مره يقسم انها لن تذهب لغيره الي ان اكتشفت بين ليله و ضحاها انه متزوج منذ ثلاث سنوات وهي معه و لا تعلم بعد ان احبته ذلك الحب الكبير ، بعد ان امتنعت عن خطبه جميع الرجال ، خذلت و بكل اسف لم استطع مواساتها لانها تحمل كل الاسي و الحزن الذي يدفعها الي اعتزال الناس جميعا بل اصبحت لا تضحك كما كانت في السابق ، الي ان اكتشفت انها تتردد علي الاطباء النفسين من شده صدمتها حتي استغرق الامر كثيرا لتعود من غفلتها و تعبها النفسي ، انه وجه من وجوه الكذب لم يهمه ما سيحدث لهذه الفتاه ان اكتشفت حقيقته بل كانت تثق به لاقصي حد من الحدود كلما حذرناها منه اختالتنا نغير منها و ابتعدت عنا الي ان جاءت تحكي عن رغبتها في الموت وواصفه حزنها و شده وجع قلبها لما حدث لها ، الراحمون يرحمهم الله ، القلوب متعبه هشه لا تستحق كل هذا العناء ، لا تستحق كل هذا الكذب لما كل هذا ، لما يكذب المرء وهو بالغ عاقل راشد ، ماذا يخيفه ليكذب ، ماذا يدفعه للكذب ، لما نمشي طرق لا نعرف اخرها ، لما نختار اشخاص غير حقيقين ليتركونا بنصف الطريق لنعود وحدنا حافين القدم سائرين علي شوك الخذلان و الحزن علي النفس ، و سؤال النفس هل نحن نستحق هذا ؟

/

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني