كتب: خالد محمد


خلق الله الانسان في احسن تقويم وجعله خليفة في الارض كما ذكر الله تعالي في كتابه الكريم(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)}ويتكون الانسان من الروح والجسد.وتحدث الله سبحانه وتعالى عن الروح الروح هي كيان خارق للطبيعة، غالبًا ما يكون ذو طبيعة غير ملموسة على غرار كيانات مماثلة أخرى كالأشباح والجان والملائكة.ويحمل المصطلح طابع ديني وفلسفي وثقافي يختلف تعريفه وتحديد ماهيته في الأديان والفلسفات والثقافات المختلفة، ولكن هناك رأي سائد عبر كثير من الأديان والاعتقادات والثقافات البشرية على أن الإيمان بوجودها يجسد مفهوم المادة الأثيرية الأصلية الخاصة بالكائنات الحية. استناداً إلى بعض الديانات والفلسفات، فإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في الوجود مع الاعتقاد بكونها الأساس للإدراك والوعي والشعور عند الإنسان. ويختلف مصطلح الروح عن النفس حسب الاعتقادات الاسلامية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد.والروح خلق من أعظم مخلوقات الله شرفها الله وكرمها غاية التشريف والتكريم فنسبها لذاته العلية في كتابه القرآن حيث قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)﴾ (سورة الحجر)


ومن جلالة وعظمة هذا التشريف لهذا المخلوق أن الله اختص بالعلم الكامل بالروح فلا يمكن لأي مخلوق كائن من كان أن يعلم كل العلم عن هذا المخلوق إلا ما أخبر به الله حيث قال الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)﴾ (سورة الإسراء)ويعيش الإنسان في حياته هذه نوعان من الحياة 1-الحياة المحسوسة بنواميسها المعروف فالحواس الخمسة هي التي تعطيي الإنسان الإحساس بهذا العالم ونستطيع تسمية هذا العالم بعالم الملك ويكون الإنسان في هذه الحياة محدد القدرات التي تكون وفقا لتركيبه المخلوق منه وتكون الروح في هذه الحياة مأسورة الجسد يقول الله سبحانه وتعالى [نحن خلقناهم وشددنا أسرهم] 2- حياة الملكوت، وتعتمد هذه الحياة على أُسس قواعد الإحساس الابتدائية المعروفة المرتبطة بالحواس المعروفة ولكنها لا تعتمد وسائل الطرق الموصلة إلى تلك القواعد الابتدائية المعروفة ولكنها تسلك مسلك الإعتماد على العادة المتبعة في سلوكيات الحواس المبرمجة داخل الدماغ البشري، ونستطيع القول بأن هذه الحياة هي أقرب ما يكون لعالم الملائكة لانها بالعادة تكون مستقبلة وليست مفكرة اي انها تستقبل ما يملى عليها من عالم الغيب مع تفلتها في بعض الأحيان حسب نوع البث المستقبل فهو كما علم في الإسلام ثلاث أنواع أرتبها حسب الوسطية البشرية:- 1- حديث نفس• 2- بث الهي• 3- بث شيطاني • النوع الأول بالعادة ليس له تأثير على مستقبل الإنسان لانه يكون عبارة عن الأفكار أو السلوكيات المؤثرة على الإنسان فيما سبق. أما الثاني وهو البث الإلهي فله التأثير على مستقبل الإنسان أو واقعه لأنه يعد تبشير أو إنذار أو محاكاة واقع. وأما البث الشيطاني فتأثيره أذا ذكر أو أُوٍّل، فالأولى عدم ذكره وعمل ما هو متعارف لتجاوزه كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام. وأما حياة الملك يكون الإنسان متفاوت الإدارك لما يجري حوله لأن ميكانيكية اتصال الروح بالجسد تكون معتمدة على وضع الجسد في أستقبال التأثيرات المحيطة به أو التي تكون وسيلة النقل بين التاثيرات الخارجية وقواعد الأستقبال مثل أعصاب السمع والبصر وغيرها. يقول الله ((لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)) وإضافه لذلك فالروح ايضآ هي التي تحدد صداقتنا علي قول رسول الله ( الأرواح جنودآ مجندة ماتعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف)

Loading