السرطان ونزيف الأرواح البشرية
بقلمي جمال القاضي
مرض السرطان ، إنه اسم يثير الفزع والرعب لكل من يسمعه ، كان ومازال على مدي العقود الطويلة هدفاً رئيسيا من أهداف البحث العلمي ، خصصت للقضاء عليه المليارات من الأموال ، لكنه ظل هو السائح الذي يتجول بحريته في كل بلاد العالم ، يستعمر أجساد الأغنياء والفقراء ، الكبير منهم أو الصغير ، رافعا سيفه في وجه كل من يستضيفه رغم أنه جعلهم في خدمته وطوع أمره ، يضرب فلاينجو من ضربته القاتلة قوياً أو ضعيفاً ، يمتلك من أدواته الكثير ليدمر بها هذا الجسد ، فلايتركه إلا بعد أن يراه جثة هامدة بعد أن يذيق صاحبها من الوجع ماتترجمه صراخته وآهاته التي تمزق قلوب محبيه فيتمنون له الموت ليستريح .
إنه مرض السرطان ، أخطر الأمراض التي تواجه البشرية فلماذا لم ينتهي بعد ؟
هذا المرض هو موضوعنا بالحديث اليوم وسوف نتحدث فيه عن عدة عناصر وهي :
أولاً : عن عمر هذا المرض وتعريفه .
ثانياً : أسباب هذا المرض .
ثالثاً : كيف كان يعالج الفراعنه هذا المرض ؟
رابعاً: لماذا لم يكتشف علاجاً قاطعا له حتى الآن ؟
خامساً : ماهي المقترحات التي يمكن أن تساعد في القضاء عليه ؟
سادساً : خاتمة
أولاَ : عن عمر هذا المرض وتعريفه
يعد مرض السرطان سبباً رئيسياً للوفاة في جميع أنحاء العالم حيث أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريبا في عام 2022 من جملة الإصابات التي بنحو 20 مليون إصابة ، ممايشير إلى تزايد معدلات الإصابة وكذلك الوفيات من هذا المرض الخطير طبقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية.
أولا : ماهو السرطان وماهو عمر هذا المرض ؟
معنى السرطان :
السرطان كما عرفه العلماء على أنه
مصطلح يطلق على مجموعة الأمراض التي تتميز بنمو وتكاثر غير طبيعي إو غير عادي للخلايا، والتي تؤدي إلى تدمير الخلايا السليمة الأخرى في الجسم ، وللخلايا السرطانية القدرة على التكاثر والانتقال من عضو إلى آخر في جسم الإنسان ،
وهذا الخلايا مايميزها عن غيرها من الخلايا الطبيعية هو أنها تفقد قدرتها الذاتيه على التوقف عن الإنقسام أو التحكم فيه .
ويعتبرالسرطان أقدم عمرا من عمر الإنسان نفسه ، والذي يوضح ذلك هو ماتم إكتشافه من خلال فريق بحثي في علوم الحفريات ، حين عثر على عظمة ساق متحجرة لنوع من أسلاف السلاحف المعاصرة النادرة والذي يسمى (بابوكيليز روزينا) في جنوب غرب ألمانيا بمنطقة نائية ، وعند فحص هذه الحفرية من أحد أفراد الفريق البحثي ، فقد لاحظ بالصدفة تشوُّهاً واضحاً أشبه ما يكون بنمو غير متساوٍ يمتد على طول العظمة ، مما دفع ذلك الفريق إلى عمل تحليل أشعة مقطعية دقيقة للحفرية، وكانت المفاجأة، وهي أن هذا التشوُّه كان لنوع من الورم الغرني العظمي، وهو نوع من أسوأ أنواع السرطان التي يستهدف الأطفال والشباب، وغالبا ما تنتقل الإصابة منه إلى الرئتين، وقد تنتشر أيضا إلى الدماغ أو الأعضاء أو العظام الأخرى بوضوح .
-وعمر السرطان أقدم من عمر الإنسان ،
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإنسان العاقل ظهر قبل نحو 300 ألف سنة بحسب حفريات تم العثور عليها لرفات عظام إنسان من جبل إيغود بالمغرب، قد تطول تلك المدة قليلا، لكن وكما ذكر العلماء بأن عمر الجنس الإنساني كله هو نحو من 2.3 – 2.8 مليون سنة،
بينما عمر تلك الحفرية التي عثر عليها مصابة بالتشوه يرجع عمرها إلى نحو 240 مليون سنة، ممايعني أن هذا المرض أقدم من الديناصورات ذاتها.
ثانياً : ماهي أسباب مرض السرطان ؟
يرجع السبب في تحول بعض الخلايا العادية إلى غيرها سرطانية إلى عدة عوامل في مجملها التفاعل مابين العوامل الوراثية العوامل الخارجية للإنسان ،
ومن هذه العوامل الخارجية :
الأشعّة فوق البنفسجية والأشعّة المؤيّنة، والتي توجد في الكون أو بمعامل المختبرات بالأشعة ، والعوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكوّنات دخان التبغ ونواتج حرق البلاستيك والسيليلوز وكذلك الكحول والأفلاتوكسين وهما الملوّثات الغذائية والزرنيخ وهو أحد ملوّثات مياه الشرب .
أما العوامل البيولوجية المسرطنة فهي :
مثل الالتهابات الناجمة عن بعض الفيروسات مثل التهابات الكبد الفيروسية أو الإصابات الشديدة البكتيرية أو الناتجة عن الطفيليات.
ثالثاً : كيف كان يعالج المصريون القدماء مرض السرطان ؟
كان يستخدم الفراعنة العلاج بالكي العميق للأورام السرطانية وهم أول من استخدم هذه التقنية في علاجه على حسب ماتم العثور عليه مكتوباَ على بردياتهم ، لكنهم ذكروا أيضا أن هذا المرض ليس له علاجأَ ، ورغم ذلك عرفوا الفرق بين الأورام الحميدة والخبيثة منه .
رابعاً لماذا لم يكتشف علاجاَ يقضي على هذا المرض تماماً حتى الآن ؟
واجهت البشرية على مر العصور المختلفة العديد من الإصابات القاتلة مثل الطاعون والحصبة وشلل الأطفال ، وغيرها من الأمراض القاتلة ، ورغم ذلك فقد نجح العلماء في إكتشاف علاجات تقضي على هذه الأمراض تماما إلا إنهمحتى وقتنا هذا عاجزين في إكتشاف علاجاً يقضي على مرض السرطان رغم كل هذه الجهود المبذول والجوائز المرصودة من المنظمة العالمية للصحة ،
فلماذا لم يكتشف علاجاً يقضي عليه حتى الآن ؟
قد يظن البعض أن مرض السرطان هو مرضاً واحداً يصيب أجزاء الجسم المختلفة ، مخطئاً من يعتقد ذلك ، فالجسم البشري يحتوي على حوالي ٢٠٠ نوع من الخلايا والتي تختلف عن بعضها في الشكل والحجم والعمر والعدد والوظيفة ، وكذلك ترتيب الأحماض النووية بها ، مما يعني أن هناك ٢٠٠ نوع من السرطان أي لكل نوع من هذا الخلايا نوعاً يحتمل يصيبها السرطان ، وكذلك تختلف سرعة إنقسام الخلايا السرطانية تبعا لإختلاف نوع الخلايا التي تصيبها ، و مايعزز ذلك الإنقسام هو إنتقال أجزاء من الحمض النووي بطريق الخطأ فيحدث أن تتكون خلايا غير عادية في صورة طفرة تبدأ في الإنقسام هي الإخرى دون التحكم التلقائي في وقف قدرتها الذاتية عن هذا الإنقسام أو التحكم في عدد الخلايا الناتجة ،
ورغم أن العلماء قد نجحوا في التوصل لعلاجات لبعض أنواع من السرطان إلا أنه لم يتم القضاء على هذه الخلايا تماما ويرجع ذلك لأن هذه العلاجات متخصصة في القضاء على خلايا سرطانية معينة دون غيرها من الخلايا التي قد تطور نفسها ذاتيا ويكون لها القدرة على الإنتقال بعد تطورها لمناطق أخرى وخلايا آخرى وبشكل لايستطيع العلاج الذي يستخدمه المريض وقتها بالقضاء عليها ، فهو يقضي على الخلايا القديمة فقط والتي اعطي المريض العلاج من إجلها ، هذه الخلايا الجديدة المتحورة والتي تسمى بالخلايا الناقلة تنتقل إلى خلايا أخرى فتصيبها وتجعلها تصنع من إجلها الطاقة لكي تنقسم بأعداد كبيرة دون توفف وهكذا ، وهذا ماجعل العلاجات الحديثة والتي تم إكتشافها حتى الآن لم تستطيع محاربة هذا المرض والقضاء عليه .
إلا أن بعض من هذه الإورام السرطانية تم بالفعل القضاء عليها إما بالإستئصال الجراحي أو الكي خاصة للجلدية منها وكءلك سرطان الثدي ، إلا أنه لم يضمن وجود خلايا إنتقاية تنتشر في مناطق جديدة ، لكن كان جيداً وفعلا في تلك التي كانت تحتوي على نوعَ واحد من الخلايا السرطانية .
خامساً ماهي المقترحات التي تساعد في علاج مرض السرطان ؟
علينا أن نسعى لعمل بحوثاَ استقصائية تعتمد فيها على جمع المعلومات التي بها يمكن عمل إحصائيات واضحة كخريطة محلية وعالمية عن هذا المرض ، وذلك من خلال الإجابة على العديد من التساؤلات المطروحة ومنها :
- لماذا ينتشر هذا المرض في منطقة معينة بذاتها دون غيرها ؟
- لماذا هناك مجموعة من الأشخاص وبنفس المنطفة تصاب بنوع معين دون غيره من السرطان ؟
- هل الإصابة ناتجة عن تلوث مياه الشرب بمادة كيميائية معينه ؟ وإن كان ذلك فماهي هذه المادة ؟ وماهي كمتها بالماء ؟ وماهو نوعها ؟ وماهو عدد المصابين منها ؟ ومانوع الإصابة وفي أي جزء بالجسد ؟
- هل الإصابات ناتجة من إستنشاق غازات وأبخرة من مصانع الكيماويات ؟ نوع السرطان وعدد المصابين ؟
- هل الإصابة ناتجة من التعرض للإشعاعات ؟ من أين وماهي كميتها ؟ وماهي إجراءات الوقاية منها والتوصيات المقترحة ؟
- الإصابات الناتجة من حرق المخلفات ، ماهو نوع الإصابة وبأي جزء حدثت ؟ وماهي المادة التي تسببت في زيادة معدل الإصابة من هذه الإنبعاثات ؟
- الإصابات الناتجة من الأطعمة ، ماهو نوع الطعام وماهي المادة الملونة المضافة أو المادة المكسبة للطعم والرائحة لها ؟ ماهي الفئة العمرية الأكثر إصابة من تناول هذه المادة ؟
- هل الإصابة ناتجة عن أمراض فيروسية أم بكتيرية أم طفيليات ؟
- إحصائيات عالمية ومحلية لجمع المعلومات الكاملة عن أكثر الدول إصابة ونوعها وماهو السبب الرئيسي لهذه الإصابة ؟
- لماذا يصيب جزأً معيناً من إجزاء الجسم دون غيرها ؟ ماهو تاريخ الأمراض المزمنة لهذا المريض ؟
وأخيرا توصية ً :
أرى أن العلاج القاطع والفعال الذي يجب أن يتم التركيز عليه والعمل على تطويره والوصول به إلى النتيجة المرجوة ، هو إستخدام تقنية القنابل المجهرية التي تعتمد على جزيئات الذهب النانوية التي بدأها العالم المصري منذ سنوات دكتور مصطفى السيد في أبحاثه حيث إستخدمها بنجاح من الحيوانات المصابه لكن ظل بحثه مستمرا ليتوصل إلى مدى تأثير جزيئات الذهب على كل من الكبد والطحال والبنكرياس وإلى الإن لم يتم تجريبها مع الإنسان ، حيث أنها تعمل على تفجير جميع الخلايا السرطانية من الداخل وإنطلاق كمية كبيىة جدا من الطاقة والبروتين ، وفي ذات الوقت تحرق هذه الخلايا السرطانية وهذا البحث هو الأفض لأنه يتعمل مع جميع الخلايا السرطانية .
آن الهدف الذي تسعى إليه جميع الشركات العالمية للصناعات هو التربح دون الإلتفات لصحة الإنسان فيجب على جميع الدول أن تخضع هذه الشركات للرقابة الصحية وحذف المواد المسرطنة من قائمة المواد المضافة للأغذية والمنتجات حتى نصل في النهاية لتقليل عدد الإصالات تدريجيا وعدم حدوث إصابات جديدة في المستقبل لتنعم البشرية بصحة جيدة يستطيع معها الإنسان إن ينتج ويصبح له دوراَ فعالا بالمجتمعً .
