كتب رفعت عبد السميع

دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي ندوة اليوم بجامعة الدول العربية بحضور اعلاميين وصحفيين وخبراء ودبلوماسيين في كلمته في افتتاح الندوة قال السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال
يسعدني الترحيب بكم بمقر جامعة الدول العربية التي تتشرف بمشاركتكم في اجواء احتفالها هذه السنة بالذكرى 80 للتأسيس بإرادة متجددة للسير قدما بهذه المنظمة الإقليمية العتيدة بخطى طموحة الى الامام.
واسمحوا لي، في البداية، التذكير ان هذا الملتقى يندرج في إطار تنفيذ مقتضيات بروتوكول التعاون الموقع بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال) واتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالقاهرة في 2024.

كما ان اختيار موضوع “دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي ” يعكس تقاسم هاتين المنظمتين الإقليميتين التزامهما بمحاربة خطاب الكراهية ونبذ العنف والانغلاق انطلاقا من مبادئهما وانخراطهما في تحقيق أهداف الأمم المتحدة في ضوء الإعلانات الحقوقية والبروتوكولات ذات الصلة وقرارات الجمعية العامة المتعلقة بتعزيز الحوار بين الأديان وتحديد يوم عالمي لمكافحة الكراهية، وصولا إلى اعتماد الجمعية العامة في 2023، بإجماع أعضائها الـ193، لقرار تاريخي بمبادرة من المملكة المغربية حول احترام الرموز الدينية وتعزيز الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات
ولعل أفضل مثال على العمل المشترك بين المنظمتين، وعلى اعلى المستويات، الجهود المتواصلة لوقف العدوان والتدمير والتجويع في قطاع غزة جراء استمرار حرب لا متماثلة تغذيها الأعمال الانتقامية للجماعات الاسرائيلية المتطرفة التي تعمد لتأجيج الكراهية في تجاهل مطلق للقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني مناشدا استنهاض الضمير الإنساني من أجل الوقف الفوري للتقتيل والتجويع بقطاع غزة.

ان الإعلام مكون أساسي في منظومة حقوق الإنسان المتعارف عليها كونيا لما له من دور فعال في تشكيل وعي وسلوكيات الأفراد والمجتمعات، ونشر ثقافة السلام والتسامح، واحترام التنوع الثقافي والديني والعرقي بما لا يتعارض مع تعاليمنا الروحية السمحة والمواثيق والقوانين الدولية. ذلكم التنوع الذي يتعين اعتباره مصدر ثراء لا سببا للمواجهة والتصادم والاقصاء، ونشر الصور النمطية التي تغذي الانقسام والتفرقة والتحريض ضد ما يسمى بالأقليات والفئات المهمشة.

ان تأثير الإعلام في محاربة خطاب الكراهية يرتبط إلى حد بعيد بالانتشار المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت تشكل فرصا لحرية التعبير ودمقرطة الحق في الاتصال، ولكنها كذلك تستغل كقنوات لتمرير خطابات الكراهية بما يتطلب الأمر التصدي لها بتعاون وثيق بين كافة الشركاء من مؤسسات حكومية وتشريعية ومدنية وتربوية واعلامية وقيادات دينية وفكرية وفق مقاربة شمولية يضطلع فيها الإعلام بدور حيوي.

ومن هنا، حرصت جامعة الدول العربية من خلال ميثاق الشرف الإعلامي في مادته الثامنة التأكيد على” تعميق روح التسامح والتآخي والتعددية ونبذ كل دعاوي التحيز والتمييز والتعصب أيا كانت أشكالها وطنيا أو عرقيا أو مذهبيا أو دينيا والامتناع عن عرض أو إذاعة أو بث أو نشر أية مواد يمكن أن تشكل تحريضا على الكراهية أو التطرف أو العنف والإرهاب أو من شأنها الإساءة الى حقوق الآخرين أو سمعتهم أو معتقداتهم ورموزهم الدينية”.

وختاما أجدد الشكر على حضوركم لإغناء الحوار حول هذه الإشكالية الهامة، متطلعين الى مناقشات بناءة ورصينة بمساهمة الجميع، دبلوماسيين وأكاديميين وخبراء وإعلاميين، للخروج بتوصيات عملية تعزز بلورة رؤية عربية أكثر تفاعلا ونجاعة لدور الإعلام في محاربة الكراهية.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني