بِقَلَم : عَبَدَ اللّٰه صالِح الحاجّ – اليُمْن 🇾🇪

السَلام كَالسَراب يَحْسِبهُ الضَمان ماء
فَيا تَرَى ما هُوَ السَلام ؟
السَلام هُوَ :

الطَرِيقَة وَالآلِيَّة آلَتَيْ مَن خِلالَها يَتِمَ فَضَّ النِزاعات وَالصِراعات ، وَالتَوَصُّل إِلَى حُلُول لِإِيقاف الحُرُوب بَيْنَ الأَطْراف كَآفَة ، وَبِحَيْثُ تَضْمَن هٰذِهِ الحُلُول الحَياَة الكَرِيمَة لِكُلّ الأَفْراد وَالجَماعات وَالشُعُوب وَالأُمَم ، وَالعَيْش بِأَمْن وَبِٱِسْتِقْرار وَبِسَلّام .

الحَياَة اليَوْم أَصْبَحتُ فِي العالَم أَشَّبَهُ ما تَكَوَّنَ بِحَياَة الغاب الكَبِير يَأْكُل الصَغِير دُونَ رَحْمَة غابَ التراحم وَالتَآخِي وَالتَسامُح وَالمُحِبَّة وَٱِضْمَحَلَّت كُلّ المَبادِئ وَالقِيَم وَالأَخْلاق السامِيَّة ، وَقِستُ القَلُوب نَتِيجَة البُعْد عَنَّ العَمَل بِهُدَى اللّٰه وَرَسْلهُ .

ما يَحْدُث اليَوْم أَنَّ الدُوَل آلَتَيْ تَتَغَنَّى بِالسَلام وَالدِيمُقراطِيَّة هِيَ الدُوَل المُصَنِّعَة لِلسِلاح ، وَقّادتها هَمّ قادَة الحَرْب ، وَهَمّ مَن يُشْعَل نَيِّرانِ آلَفتُنَّ وَالحُرُوب فِي مُعَظَّم دُوَل العالَم فَكَيْفَ لِلسَلام أَنَّ يَتَحَقَّق وَهْناكَ صِناعَة لِلسِلاح وَسَبّاق مَحْمُوم فِيما بَيْنَ الدُوَل ، وَخُصُوصاً الدُوَل الكُبْرى وَالَّتِي لَها أَطْماع ٱِسْتِعْمارِيَّة بِالسِيادَة وَحُكْم العالَم ؟ مَحالّ أَنَّ يَتَحَقَّق السَلام طالَما وَجَدَت الأَطْماع الٱِسْتِعْمارِيَّة ، وَصِناعَة الأَسْلِحَة ، وَسَبّاق التَسَلُّح .

العالَم اليَوْم أُصْبِح يُعَيِّش حالَة مَن التَناقُض وَالغَوْغائِيَّة فِيما بَيْنَ الحَرْب وَالسَلام ، وَالتَطَرُّف وَالغُلُوّ وَالإِرْهاب أَخْتَلِط الحابِل بِالنابِل ، ٱِخْتَلَطتُ فِيها جَمِيع كُلّ هٰذِهِ الأُمُور بِبَعْضها البَعْض ، وَلِمَ نَعُدّ نُفَرِّق ما بَيْنَ الصالِح وَالطالِح وَأَيّهُما عَلَى الحَقّ وَالباطِل .

لَقَد كانَ إِبْلِيس وَمازالَ مُنْذُ الأَزَل وَحَتَّى يَرْث اللّٰه الأَرْض وَمَن عَلِيّها عَدْو الإِنْسان الأُوَل ، وَالْيَوْمَ صار الإِنْسان بِجانِب إِبْلِيس عَدْو الإِنْسان وَعَدُوّ نَفْسهُ وَصار القَتْل وَالٱِقْتِتال وَعَمَّ الخَراب وَالدَمار ، وَأَنْعَدِم الأَمْن وَالٱِسْتِقْرار فِي بِقاع المَعْمُورَة ، وَلَعَلَّ مَن أَهَمَّ الأَسْباب لِحُصُول كُلّ ذُلّكَ هُوَ ٱِتِّباع هَوَى النَفَس البَشَرِيَّة وَحَبَّ الاستحواذ عَلَى حُقُوق الآخَرَيْنِ وَأَكْلها بِالباطِل ، وَحَبَّ السَيْطَرَة وَالسُلْطَة وَالحُكْم وَسِيادَة العالَم بِهٰذا ٱِخْتَلَّ مِيزان العَدالَة الدُوَلِيَّة ، وَأُصَبِّح الكَيْل بِمِكْيالَيْنِ ، وَصار السَلام كَالسَراب يَحْسِبهُ الضَمان ماء ، وَيُظَلّ السَلام هُوَ الحُلُم وَالأَمَل المَنْشُود .

Loading