كتبت: هناء نجيب
أعلنت وزارة الشباب والرياضة تُعلن معايير إختيار المتقدمين من دول العالم للمشاركة في منحة ناصر للقيادة الدولية والرياضة عن المعايير الخاصة باختيار المشاركين فى منحة ناصر للقيادة الدولية، وذلك إعمالا لمبدأ الشفافية الذي تصبو إليه رؤية مصر ٢٠٣٠، حيث تضع إطاراً حولها ينص علي أن تتمتع الأجهزة بإدارة فعالة، كفء تتسم بالمهنية والعدالة، والاستجابة والجودة، وتخضع للمساءلة، وتُعلي رضاء الجمهور بما يخدم الأهداف التنموية، ونظراً لكثافة الأعداد المتقدمة وشدة المنافسة، فإن عملية الإختيار بين المتقدمين تتم بصورة دقيقة وبكفاءة عالية، حتى نتمكن من تحقيق العدالة في اختيار أفضل المتقدمين وفقاً لتطابق السمات والقدرات الشخصية مع شروط وأهداف المنحة.
وتُقام المنحة تحت شعار “تعاون الجنوب جنوب”، والتي من المقرر أن تنطلق خلال الفترة من الأول من يونيو وحتى 15 يونيو 2021 بالقاهرة، تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ولفت بيان وزارة الشباب والرياضة إلي أنه تحرياً للدقة العالية؛ وجب التنويه بأن المنحة وضعت عدد من المعايير مع مراعاة تكافئ الفرص بين الجنسين، وبناءاً عليه فإن عملية الإختيار تتم وفقاً للآتي:
أولاً: الاخذ في الاعتبار أن يكون المشاركين في المنحة (50% ذكور و50% إناث)، حيث يُعد هذا المعيار من أهم البنود في الوثائق التي نستند إليها سواء رؤية مصر ٢٠٣٠ أو حتي الأجندات القارية كأجندة أفريقيا ٢٠٦٣، وأهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠، والتي يأتي هدف المساواه بين الجنسين ضمن الهدف الخامس من أهدافها، كما أن ذلك يأتي في اطار المادة (١٣) والتي نصت علي “تضمن السياسة إتاحة فرص متساوية للشبان والشابات”، ثانياً: وضع في الاعتبار أن يكون هناك 5% من اجمالي المشاركين هم من ذوي الهمم، لما في ذلك من ارتباط وثيق بالهدف رقم (١٠) من أهداف التنمية المستدامة والتي يصبو إلي “الحد من أوجه عدم المساواة”.
ثالثاً : الاهتمام والملئ الجيد باللغة الإنجليزية، وبشكل تفصيلي لإستمارة التقديم إلكترونياً. يأتي ذلك وفقاً لرؤوية مصر ٢٠٣٠ التي تسعي لتطوير جودة التعليم بنظام مؤسسي كفء، ومستنير، قادر علي تقديم انسان مبدع ومسؤل، وقادر علي التعامل التنافسي مع الكيانات إقليمياً وعالمياً، رابعاً : جودة الفيديو المُرفق من حيث طريقة عرض المتقدم لمهاراته وخبراته وتطلعاته خلال دقيقتين، ومدي تطابقها و توافقها مع طلب التقديم الذي قام بملئه. فهو أمر شديد الارتباط بالواجبات التي فرضها ميثاق الشباب الافريقي علي الشباب والتي تنص علي “أن يكون الشباب أمين علي تنميته الشخصية وتطوير مهاراته”.
خامساً : قدرة المتقدم علي التعبير عن ذاته باللغة الإنجليزية، لضمان سهولة التواصل بين المشاركين من جميع انحاء العالم خلال فعاليات المنحة، كما أن تعدد اللغات يُعد معيار مهم ولكنه ليس فيصل في عملية الاختيار ، سادساً : الأبعاد الثقافية والخبرات الميدانية ومدى انخراط المتقدم فى العمل (القطاع الخاص – العمل العام – العمل الأهلي). حيث يقع ذلك في اطار التطلع الأول لأجندة أفريقيا ٢٠٦٣ الذي يعول علي “المواطنون المتعلمون تعليما جيدا والمهرة والمدعومون بالعلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق مجتمع المعرفة”.
سابعاً: إعطاء الفرصة لأبناء المناطق الحدودية، والمناطق المهمشة، مع مراعاة التوزيع الجغرافي، والمناطق التي يبحث أبناءها عن فرص لتحقيق ذاتهم، حيث يقع ذلك في صميم التطلع الثالث من أجندة أفريقيا ٢٠٦٣، الذي يصبو إلي “قارة افريقيا يسودها الحكم الرشيد والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون” ، ثامناً: المؤسسة التى ينتمى إليها المتقدم ومدى تأثيره فيها، حتي إذا كانت مؤسسة أهلية صغيرة ولكنها فعالة)، كمؤشر لمشاركته في الحياة العامة ، حيث تأتي أحد أهداف التطلع السادس من الأجندة ٢٠٦٣، هادفاً إلي “قارة افريقية ذات شباب متمتع بالمشاركة والتمكين مع التنفيذ الكامل لميثاق الشباب الافريقي”، كما يضع ذلك التطلع اطاراً عاماً وهو «إفريقيا تقود فيها الشعوب التنمية وتعتمد على إمكانات الشعوب الافريقية و لاسيما المرأة والشباب».
تاسعاً : قد تلعب الدرجة العلمية الحالية للمتقدم سواء بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوراه، أحياناً دوراً في عملية الاختيار في حال تماشيها مع الخبرة الميدانية، وهو الأمر وثيق الارتباط مع التطلع السادس لاجندة إفريقيا ٢٠٦٣ الذي ينص علي أن “يصبح الشباب الافريقي صانع مجتمع المعارف الافريقي ويُساهم مساهمة قيمة فى الاقتصاد”، عاشراً : مدى ارتباط مجال المتقدم العلمى بالموضوعات التى تطرحها المنحة. (رؤية مصر 2030) .
المعيار الحادي عشر : كما نهتم كثيراً بمعرفة ما يخطط له المتقدم بعد تخرجه من المنحة خدمة لمجتمعه ، حيث يأتي هذا المعيار متماشياً مع أهداف المادة (١٠) من ميثاق الشباب الإفريقي التي نصت علي «تشجع الدول الأطراف منظمات الشباب على قيادة برامج الشباب وضمان ممارسة حقهم في التنمية»، فضلا عن ارتباطها بالمادة (١١) من الميثاق والتي توصي بـ “اتخاذ التدابير اللازمة لإضفاء الصبغة المهنية على عمل الشباب واستحداث برامج التدريب ذات الصلة في مؤسسات التعليم العالي وغيرها من مؤسسات التدريب” ، الثاني عشر : تفاعل المتقدم على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة به، (تويتر – انستا – يوتيوب – تليجرام)، ومدي تأثيره، وتواصله مع مجتمعه ومتابعيه من خلالها، حيث يُمثل ذلك شكل من أشكال التضامن عالمياً.
الثالث عشر : تفاعل المتقدم علي منصاتنا الرسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي التي نتابعها بعناية شديدة، ووضعه للشعار «الفرد من أجل الجميع، الجميع من أجل الفرد»، كشكل جديد من أشكال التواصل بين المشاركين، وإحدي الآليات التمهيدية للقاء في المنحة، بل دليلا، ومؤشراً علي إلتزامهم ، وهو أمر متعلق بالمادة (١١) التي توصي بأن تتخذ الدول الأطراف الإجراءات لتعزيز المشاركة النشطة للشباب في المجتمع، فضلا عن ارتباطها بالهدف السابع عشر من أهداف التنمية المسدامة وهو تعزيز وسائل وآليات بناء الشراكات.
المعيار الرابع عشر : كما أن الردود الواضحة على رسائل البريد الإلكتروني التي نرسلها للمتقدمين علي مدار مراحل التصفيات، والتزامهم بما نشير إليه في كل بريد، يعد من النقاط الهامة التي تضيف لتقييم المتقدم، ومؤشر لمدي معرفته بسُبل التواصل الحديثة، والتي تأتي ضمن أهداف رؤية مصر ٢٠٣٠ فيما يخص التحول الرقمي، وتطوير وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات.
تجدر الإشارة إلى الأخذ في الإعتبار أن يكون للمتقدم مشروع ثقافي تنموي قادر علي احداث التغير في مجتمع ، ترسيخ مُثل عليا، ومفاهيم حديثة، وأن يؤثر بشكل فاعل وبنَّاء في مجتمعه، وهو الصانع الحقيقي للأمن والسلام في المجتمعات ، بالإضافة إلى أنه انكب علي التعلم وحصد الشهادات والدورات والدرجات العلمية، عمل علي زيادتها من هنا وهناك، ولم يذكر لنا، موقف واحد أثر فيه بانسان، الأمر الذي يعني أنه شخص ذو مركزية ذاتية، يعمل بشكل أحادي، عاكفاً علي نفسه، غير آبه بتغير مجتمعه أو تطويره، بعيد كل البعد عن الواجبات التي نص عليها الميثاق الافريقي للشباب، (خدمة الوطن – المشاركة في تنمية المجتمع) وبالتالي يكون تقيمنا له أن سماته، ومهاراته غير متماشية مع متطلبات برامجنا.