بقلم: نورا حمدي

نُقابل في حياتنا أشخاصاً بأنماط متنوعة من الشخصيات، منها المُسالمة المُحبَّبة التي تجذبنا وترتاح نفوسنا إليها، ومنها من لا يروق لنا التعامل معها، كالشخصية المُستفزَّة التي قد نُصادفها في العمل أو البيت أو في مكان عام، وقد نصادفها أيضاً في العلاقات الزوجية، فكم من حالات طلاق وقعت، وعند سؤال أحدهم عن السبب يُجيب بأنَّه كان يعيش مع شخصية مُستفزَّة. محتويات المقالة إخفاء الفهرس الشخصية المُستفزَّة كيف نتعامل مع شخص يستفزُّنا؟ التعامل مع الشخص المستفزّ فن التعامل مع الشخص المستفز المقرَّب منَّا استعراض المزيد تابع قناة النجاح نت على يوتيوب الشخصية المُستفزَّة: هي شخصية تهدف إلى إثارة شخص الآخر، سواء بالقول أم الفعل، فصاحب هذه الشخصية يعلم الأشياء التي تستفزُّ وتُغضب الشخص الذي أمامه، ويتقصَّد فعلها، أو قد يمتلك صفات سلبية تجعل وجوده مصدر إزعاج للغير، وهو لا يتوقف عن تكرار هذه التصرفات رغم علمه أنَّها تُزعج الآخرين من حوله. سُمِّيت الشخصية المُستفزَّة بهذا الاسم لأنَّ تصرفاتها وكلماتها تستفزُّنا وتُثير لدينا مشاعر سلبية، كالغضب والانزعاج والعدوانية، ما قد يوصلنا للحزن والإحباط والتصرف بطريقة لا نُريدها ولا تُعبِّر عن شخصيتنا الحقيقية. شاهد بالفيديو: صفات الشخصية العدوانية وكيفية التعامل معها كيف نتعامل مع شخص يستفزُّنا؟ يتَّبع الأشخاص في التعامل مع الشخص المُستفزِّ، إحدى الطريقتين: 1. طريقة التجاهل: يلجأ بعض الناس إلى تجاهل الشخص المُستفزِّ تماماً، وقد يَعدُّ البعض أنَّ التجاهل حل ضعيف، ولكنَّه على العكس تماماً، هو واحد من أكثر الحلول قوة؛ لأنَّك بالتجاهل سيطرت على أعصابك، وقلبت السحر على الساحر، وجعلت من يستفزُّك يشعر بالاستفزاز. 2. طريقة المُواجهة والمعاملة بالمثل: يلجأ إليها بعض الناس كأحد الحلول أيضاً، وتكون بمواجهة الشخص المُستفزِّ والرد على كلامه، بحيث نضع حداً له، ولكن يجب ألَّا نلجأ إلى المواجهة ما لم نكن نتمتع بشخصية قوية، وقدرة على إدارة الحوار لصالحنا، حتى لا يغلبنا الشخص المُستفزُّ وينجح في استفزازنا أكثر فأكثر. يُنصح باتباع الطريقة الأولى، وهي بتجاهل الشخص المُستفزِّ وعدم الرد عليه، لكن مع الانتباه إلى ألَّا يكون عدم ردنا ناتج عن ضعف أو خوف، بل على العكس، علينا تجاهله وملامح الثقة بالنفس بادية في وجوهنا، وأن ننظر في عينيِّ الشخص المُستفزِّ بكل جدية وقوة. إقرأ أيضاً: ما هو الحزم؟ وما صفات الشخص الحازم؟ كيف تكون حازماً دون وقاحة؟ التعامل مع الشخص المستفزّ: التعامل مع الشخص المُستفزِّ ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج مهارات مُعيَّنة لردعه عن استفزازك وتعكير صفو حياتك. إليك بعض النصائح للتعامل معه: حافظ على هدوئك أمامه ولا ترد بصورة مستفزة، وتذكَّر مقولة “السكوت عن الجاهل، ردٌّ عليه”؛ ذلك لأنَّ ردَّك عليه سيعُدَّه نجاحاً في استفزازك، وهذا بالضبط ما يُريده ليشعر أنَّه المنتصر، فهو يهدف لتعكير مزاجك وجعلك تثور وتنفعل. ثق بنفسك؛ لأنَّ الثقة بالنَّفس أهم سلاح في مواجهة استفزاز الشخص المُستفزِّ، لذا احرص على عدم السماح لكلامه بهزِّ ثقتك بنفسك، واعتبر أن كلامه لا يعنيك، مهما ووجَّه إليك من انتقادات واستفزازات، فأنت واثق من نفسك وإمكانياتك ولست بحاجة تقييمه، وبهذا تتمكن من السيطرة على ردود أفعالك، وتتعامل مع استفزازه بكل هدوء وبرود. كرِّر ما يقوله من كلمات وعبارات، ثم اطرح عليه أسئلة مثل: “ماذا تقصد بذلك؟”، “ماذا بداخلك من نوايا؟”، “ما علاقتي بما تقول؟”، وانتظر منه الرد؛ طبعاً سيكون جوابه الصمت لأنَّه لا يملك الإجابة، فكلامه مجرد استفزاز، وبهذا تقطع عليه الطريق وتوقفه عند حدِّه. حدِّث نفسك دائماً في أثناء تواجدك مع هكذا شخصية، وردِّد في داخلك كلاماً من قبيل “أنا من يتحكم بتصرفاتي وأفعالي، لن أسمح له بالتأثير فيَّ”. ضع نفسك مكانه، وفكر في السبب الذي يدفعه إلى هذا السلوك، فقد يكون العيب فيك وأنت من يجبر من حولك على استفزازك؛ إذ يجب في بعض الأحيان التوقف عن لعب دور الضحية دائماً، ومحاولة وضع نفسك مكان الآخرين، فلربما وجدت أسباباً ومبررات لسلوكهم الاستفزازي. ضع حدوداً لعلاقتك به، ووضِّح طبيعة العلاقة معه، فمن الأفضل جعل العلاقة رسمية مع هكذا شخص، وتجنُّب التواجد بالقرب منه قدر الإمكان، خاصة إن لم يكن شخصاً من العائلة ومجبر على التعامل معه. ابتسم في وجه من يستفزُّك، فالابتسامة من أكثر الأشياء التي قد تُساعدك في السيطرة على مواقف تتعرَّض فيها للاستفزاز؛ قابل كل انتقاداته وكلماته اللاذعة بابتسامة تُشعره أنَّ الأمر لا يعنيك، وعندها سيتوقف عن متابعة استفزازه، لأنَّه لم ينجح في مراده. حاول مساعدته ونصحه من خلال مهارات التعامل والتواصل الاجتماعي في حال كان أسلوبه مُستفزَّاً بشكل عام ومع الجميع، أمَّا إن كان يتقصَّدك أنت وحدك بأسلوبه المُستفزُّ، عندها يجب أن تعرف كيفة التعامل معه (كما ذكرنا سابقاً).

Loading