بعيدة عن متناول المستهلكين وأياد «خفية» تتلاعب بالأسعار

التجار: موسم البشائر والصادرات والوقود يشعل أسعار الفاكهة

الشعبة: العنب والبرقوق والمشمش أصناف مستوردة ومرتبطة بالدولار.. والبطيخ فى أول الموسم

«أبوصدام»: انتظروا انفراجة منتصف يونية مع وفرة المعروض

تصدير مليون و328 ألف طن موالح خلال الربع الأول من 2025

 

أصبح ارتفاع أسعار الفواكه حديث الصباح المساء فى كل بيوت مصر بعد أن وصل أسعار معظم الأصناف لأكثر من 40 جنيها، بينما كسرت بعض الأصناف حاجز ال 100 جنيه وأصبحت الفاكهة محرمة على الموائد المصرية الوفد فى هذا التحقيق تبحث عن سر اشتعال أسعار الفاكهة.

احتلت مصر المرتبة الثانية عالميا بعد هولندا على قائمة مصدرى الخضراوات والفاكهة إلى دول الاتحاد الأوروبى خلال الموسم التصديرى الأخير بإجمالى 917 ألف طن، ونمو بلغ 7% مقارنة بالموسم السابق، وبلغت صادرات الموالح نحو 2.3 مليون طن بنمو 8%.

وبلغت صادرات مصر الزراعية خلال الربع الأول من 2025 من الموالح نحو مليون و328 ألفا و902 طن، واحتلت الفراولة المركز الخامس بإجمالى 29 ألفا و162 طنا، واحتلت الجوافة المركز التاسع بإجمالى 7835 طنًا، فى حين احتل الرمان المركز الأخير فى الصادرات بإجمالى 2372 طنًا، وتهدف الدولة إلى تصدير 10 ملايين طن صادرات طازجة بخلاف الصناعية الغذائية خلال الموسم التصدير الحالى.

وشهدت أسعار الفاكهة والموالح قفزة هائلة فى الأسعار منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ووصلت ذروتها مع بداية شهر مارس، وأرجعت المصادر هذا الارتفاع إلى انتهاء المواسم الزراعية الشتوية وبداية المواسم الصيفية، ما تسبب فى قلة المعروض فى الأسواق بالتزامن مع إقبال المواطنين على شراء الفاكهة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان وأعياد الربيع وأعياد الإخوة الأقباط خلال إبريل، إضافة إلى قلة الانتاج خلال الموسم الشتوى بسبب العوامل والتغيرات الجوية وارتفاع تكليف ومستلزمات الانتاج وتحريك الوقود والنقل، الذى يمثل 30% من قيمة أى منتج أو سلعة، إلى جانب الممارسات الاحتكارية والتلاعب بالأسعار من قبل التجار مع غياب الرقابة على الأسواق، فضلا عن أن أغلب الفاكهة المتوفرة فى الأسواق فواكة تصدير أو مستوردة للمنشأت السياحية والفندقية، مثل : العنب والبرقوق والمشمش والتفاح، وارتفاع البطيخ فى بداية الموسم أشعل الأزمة.

«الوفد» رصدت فى جولة ميدانية ارتفاع أسعار الفاكهة فى عدد من الأسواق العامة والشعبية والمولات التجارية، وتواصلت مع مسؤولى سوق العبور ونقيب الفلاحين وخبراء الزراعة، للوقوف على أسباب ارتفاع الفاكهة إلى أرقام غير مسبوق فى الأسواق المصرية.

تجولت «الوفد» فى سوق سليمان جوهر بالدقى، حيث جاء متوسط أسعار الجوافة والبرتقال والموز والكنتالوب والشمام المضلع والخوج ما بين 35 و48 و50 جنيها، وبلغ متوسط سعر التفاح بأنواعه والبرقوق 80 جنيها، والبطيخ من 80 إلى 200 جنيه حسب الوزن، وجاءت نفس الأسعار فى مبادرة (كلنا واحد) تحت كوبر الدقى.

وفى سوق المنيب، جاءت الأسعار على نفس المنوال رغم ان المعروض من الفاكهة أقل جودة، حيث سجل سعر البرتقال 30 جنيه والجوافة البلدى الخضراء (صغيرة الحجم) 30 جنيه والموز 45 جنيه وأصناف أخرى من الجوافة 35 و38 و40 جنيه، والفراولة (الجديدة) 30 و35 جنيهًا والتصدير 50 جنيهًا، والكنتالوب ما بين 25 إلى 35 جنيهًا، والبطيخ (صغير الحجم 50 جنيهًا ومتوسط الحجم 150 جنيهًا)، والخوخ 40 جنيهًا.

وفى سوق ترسا بمنطقة الهرم، بلغ سعر الكنتالوب 25 والشمام المضلع 30 جنيه، والجوافة 40 جنيه والموز 40 جنيه والخوخ 50 جنيه، ومتوسط سعر البطيخ ما بين 80 إلى 200 جنيه حسب الوزن.

وفى سوق الحصرى بمنطقة 6 أكتوبر، جاءت اسعار البرتقال ما بين 25 إلى 35 جنيهًا وسعر الكنتالوب 30 جنيهًا والجوافة 45 جنيهًا، وتبينت أسعار العنب على نحو غير مسبوق، وكان متوسط سعر العنب 120 إلى 150 جنيهًا، والتفاح متوسط السعر 75 جنيهًا.

وفى هايبر الهوارى، ارتفعت اسعار الفاكهة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث بلغ سعر كيلو البرقوق 200 جنيه، والمشمش 200 جنيه، والعنب الأحمر 170 جنيهًا، والتفاح الأخضر 125 جنيهًا، والتفاح الأحمر 110 جنيهات والتفاح الأصفر 100 جنيه، والبرتقال 38 و45 جنيهًا والكنتالوب 30 جنيهًا، والبطيخ مابين 150 إلى 250 جنيهًا حسب الوزن.

وفى سوق الجملة بالعبور، جاءت اسعار الجملة متوازنة مقارنة بالأسواق الأخرى، حيث بلغ سعر كيلو البرقوق ما بين 50 إلى 90 جنيهًا، والأناناس 75 جنيهًا، وسعر الموز بمختلف أنواعه ما بين 25 إلى 70 جنيهًا فى الجملة، والخوخ ما بين 25 إلى 45 جنيهًا، والبطيخ ما بين 55 إلى 150 جنيهًا حسب الوزن، والمانجو من 40 إلى 50 جنيهًا، وكانتلوب 17 جنيهًا للكيلو، وشمام 22 جنيه للكيلو، والفراولة من 12 إلى 22 جنيه للكيلو، والجوافة من 12 إلى 22 جنيهًا للكيلو، والعنب من 110 إلى 120 جنيهًا للكيلو فى الجملة، والتفاح ما بين 40 و50 و80 و100 جنيه، والليمون البلدى من 40 إلى 70 جنيهًا للكيلو، والليمون أضاليا من 20 إلى 30 جنيهًا للكيلو، والبرتقال الصيفى من 14 إلى 20 جنيهًا للكيلو فى الجملة، وكمثرى مستوردة 130 جنيهًا للكيلو.

حاتم النجيب، متحدث شبعة الخضار والفاكهة 
حاتم النجيب، متحدث شبعة الخضار والفاكهة 

شعبة الخضار والفاكهة

أوضح حاتم النجيب، متحدث شبعة الخضار والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، أن اسعار الفاكهة تشهد قفزة كبيرة وارتفاعات غير مسبوقة فى بعض الأصناف، بالتزامن مع بداية الموسم الزراعى الصيفى، وقلة الانتاج وزيادة الطلب عن المعروض، بالتالى هناك تحركات سعرية.

وأكد «النجيب»، أن الفترة المقبلة ستشهد انخفاضا كبيرا فى أسعار الفاكهة الصيفية، وأهمهم حديث الساعة «البطيخ» والليمون والخوخ والعنب والبرقوق والمشمش، والتوقيت الطبيعى لفاكهة الصيف تبدأ من منتصف شهر مايو وحتى سبتمبر، والعنب المتاح فى الأسواق مستورد ومرتبط بسعر الدولار، ونوفره للمنشأت السياحية، مثل التفاح، إضافة إلى تأثر الانتاج بالحالة الجوية وبدأ المواسم، ومع اكتمال الانتاج سيكون هناك كم معروض كافٍ من مختلف المنتجات وستنخفض الأسعار إلى مستويات طبيعية.

واشار «النجيب» إلى أن هناك متغيرات حدثت فى الأسواق من شأنها التأثير على الأسعار وقلة المعروض، منها: العوامل الجوية أثرت على انتاجية أغلب محاصيل الفاكهة الشتوية، وترحيل مواعيد المواسم الزراعية بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع تكلفة ومستلزمات الانتاج، وتأثر الفلاح (العمود الفقرى للزراعة فى مصر) ماديا بسبب كل هذه العوامل، اضافة إلى احتياجنا للارشاد الزراعى.

وأكد أن أسعار البطيخ والخوخ والعنب وباقى الأصناف الأخرى، سيحدث انخفاض كبير فى أسعارها خلال الفترة المقبلة، مع اكتمال انتاجية الموسم الصيفى وزيادة المعروض فى الأسواق.

زهير سارى، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعى
زهير سارى، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعى

الإصلاح الزراعى

قال زهير سارى، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعى: نحن فى فترة مواسم بين الشتاء والصيف، لذلك أغلب الفاكهة الشتوية أسعارها مرتفعة لأنها فى نهاية الموسم، والفواكه الصيفية مرتفعة لأنها فى بداية الموسم، ومع ذروة الانتاج وزيادة المعروض من مختلف الأصناف ستتراجع الأسعار.

4 بطيخات بألف جنيه

وعقب زهير سارى، على حديث المواطنين (4 بطيخات بألف جنيه)، قائلا: نحن فى بداية موسم البطيخ ولكن الأسعار بها المغالاة من قبل التجار خاصة فى بعض المناطق الراقية، ومع غياب الرقابة على الأسواق التُجار يتلاعبون بالأسعار على «مزاجهم».

وتابع «سارى» أن عامل الأسعار مرتفع على كل المنتجات سواء زراعية أو غيرها، بسبب تحريك الوقود بشكل دورى، وذلك من شأنه ذبذبة الأسواق وعدم استقرار الأسعار، لأن النقل يمثل 30% من قيمة أى منتج، ومع اكتمال الانتاج وذروة الموسم سنعود للأسعار المعقولة.

الفاكهة الشعبية

وعلق على ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية، قائلا: لسنا فى موسم برتقال أو جوافة أو موز، نحن فى نهاية الموسم، وكل المعروض فى الأسواق من تلك الأصناف «فرز تصدير» لذلك أسعارها مرتفعة، وموسم انتاج البرتقال يبدأ من شهر أكتوبر وحتى يناير، والمتوفر على مدار العام «صيفى تصدير أو ثلاجات»، ويزيد عليه مصاريف التخزين والنقل.

جوافة تصدير

وأكد أن الجوافة المتوفرة فى الأسواق «تصدير» ونحن فى نهاية العروة الشتوية لموسم الجوافة، وفى العروة الصيفية سيزيد المعروض من أصناف الجوافة الشعبية، ومع حلول شهر يوليو ستصل الأسعار إلى متوسطها الآن، وسيكون هناك وفرة لأن ثمار الجوافة تسقط من الأشجار خلال فصل الصيف ولا تتحمل عوامل الجو والحرارة، والجوافة الصيفى إنتاجها أعلى ولا وتجنى سريعا وتطرح فى الأسواق بأسعار مخفضة.

واشار إلى أن كميات التصدير من الموالح والفاكهة تؤثر على المعروض فى الأسواق المحلية، ولكن التأثير الايجابى أكبر على البلد من حيث جلب العملة الصعبة، وتعوض الفلاح فى ظل زيادة أسعار الوقود وزيادة تكلفة مستلزمات الانتاج، التصدير ظاهرة صحية لمصر ولا تؤثر على السلع الضرورية التى لا غنى عنها، اضافة إلى أن محاصيل الفاكهة والخضار الأكثر تأثيرا بالعوامل الجوية والتغييرات المناخية خاصة (الجوافة والفراولة) ومع وصل ذروة الموسم الانتاجى ستنخفض الأسعار ويزيد المعروض.

حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين
حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين

نقيب الفلاحين

عقب حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، على ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية فى الأسواق، قائلا: إن هناك قلة فى المعروض من أنواع مختلفة من الفاكهة، إضافة إلى زيادة الطلب على الفواكهة مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، حيث يلجأ المواطنون إلى تناول الفاكهة بكثرة.

وأضاف حسين أبو صدام، أن معظم الفاكهة الآن غير متوفرة، لانتهاء موسم معظم فاكهة فصل الشتاء، والفاكهة الصيفية فى بداية الموسم، ومن الطبيعى يكون الأسعار مرتفعة بسبب قلة المعروض، إضافة إلى ارتفاع وسائل النقل والوقود على تكلفة المنتج، وبالنسبة لأسعار البطيخ أخذ يومين «ترند» ونزل وهو فى بداية الموسم ومع زيادة المعروض وذروة الانتاج سنصل إلى الأسعار العادية فى الأسواق، والآن نزلت الأسعار إلى 80 و100 جنيه للبطيخ حسب الوزن، انما الوزن الثقيل يصل إلى 200 جنيه سعر البطيخ، لأن سعر الكيلو ما بين 15 إلى 20 جنيهًا.

وعلق على ارتفاع أسعار الموز والجوافة والبرتقال، قائلا: إن تلك الفواكهة فى نهاية الموسم ومن الطبيعى تكون أسعارها مرتفعة، فهناك قلة فى المعروض وزيادة فى الطلب عليها، وإقبال الناس كبير على الفواكهة مع قدوم فصل الصيف.

وأشار إلى أن مصر رقم واحد فى تصدير الموالح والعنب فى المرتبة الثانية، وأصناف العنب والجوافة الموجودة حاليا فى الأسواق «أصناف تصديرية» إنما الأصناف الشعبية أمامها شهرين وتملأ الأسواق، ونصدر الفائض من مختلف الفواكهة والفراولة والمانجا والرمان.

وتوقع «أبو صدام» تراجع أسعار الفاكهة على منتصف شهر يونية مع زيادة المعروض من الفواكه، وستكون الأسعار متوسطة عن ما هو معروض الآن، مشيرا إلي أن الليمون سيشهد تراجعا كبيرا مع قدوم فصل الصيف، واسباب ارتفاع أسعاره قلة الانتاج واختلاف مواسم الجنى والاستهلاك الكبير خلال شهر رمضان وأعياد شم النسيم، علما أن كميات التصدير متوسطة ليس من شأنها التأثير على الأسعار لهذه الدرجة، وعلى شهر يوليو ستترجع الأسعار مع وفرة المعروض والانتاج.

الدكتور جمال صيام، خبير زراعى
الدكتور جمال صيام، خبير زراعى

خبير زراعى

وارجع الدكتور جمال صيام، خبير زراعى، أسباب ارتفاع أسعار الفاكهة الشعبية فى الأسواق إلى زيادة معدلات الصادرات الزراعية بنسبة 7% مقارنة بالموسم السابق، حيث وصلت الصادرات الزراعية حتى يناير 2025 لنحو 8 ملايين طن فواكه وموالح وخضروات، ومصر تنتج 15 مليون طن فاكهة سنويا، يتم تصدير 35% من حجم الانتاج.

وتابع الدكتور جمال صيام، أن ارتفاع نسب التضخم لنحو 24% خلال النصف الأول من 2025، ألقى بظلاله على ارتفاع اسعار مختلف المنتجات والخدمات، لذلك تجد فاكهة مثل البرتقال طول الموسم الماضى بعشر جنيهات، خلال هذه الموسم لم ينزل عن 30 جنيها، والموز أقصى سعر كان 20 جنيها، متوسط سعره الآن 40 جنيهًا فما فوق، كل ذلك توابع رفع الدعم عن الوقود وزيادة قيمة وسائل النقل وارتفاع نسب التضخم، اضافة احتكار التُجار للمنتجات والتلاعب بالأسعار فى ظل غياب شديد للرقابة.

وضرب «صيام» مثلا، قائلا: «التجار يتعقدون على المنتجات الزراعية فى أرضها بعشرة جنيهات، ثم يضيفون لها أجرة عمال المناولة والوقود والسائق وهامش ربح 100%، وارضية وتخزين وايجار، يصل المنتج إلى بارتفاعات 500% زيادة مقارنة بسعره الأصلى على أرضه، نضرب 10 x 50 ويطلع يقول بيوتى اتخرب، والدولة غايبة عن المواطن فى كل شىء».

وبالنسبة إلى أن سعر البطيخ 200 و250 جنيهًا، قال: هذا طبيعى بسبب كل العوامل السابقة، والجنيه فقد قيمته (الجنيه معدوم الآن) ليس له قيمة، اضافة إلى أننا فى موسم بشائر وهو يسبق فترة ذروة الانتاج الزراعى، ومع وفرة الانتاج والمعروض ستكون الأسعار طبيعية بالنسبة لأسعار المرحلة الآنية.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني